هل يمكن الشفاء من مرض الصرع بشكل نهائى
الصرع Epilepsy من
الأمراض التى تؤثر على العديد من النواحى للإنسان، ولكن إذا أحسن التعامل معها يتم
علاجها والتخلص منها نهائيًا أو حتى التعايش معها بأمان.
وسوف نحاول الإجابة على سؤال يتردد كثيرًا وهو
هل يشفى مريض الصرع نهائيا؟
الصرع عبارة عن نوبات من النشاط الكهربائي
والكيميائي الزائد عن الطبيعى فى المخ.
ينتج
عنها نوبات متكررة من التشنجات أو التصرفات غير العادية، ويصيب الصرع من
0.5 – 1 % من أفراد المجتمع.
لا، فهناك حالات من التشنج تسببها عوامل محددة
ومعروفة وهذه الحالات تنتهى بزوال العامل المسبب لها، ومن أمثلة ذلك:
- التشنجات الناتجة عن ارتفاع درجة الحرارة عند بعض الأطفال، وتصيب نحو 4% من الأطفال من سن 6 شهور إلى 4 سنوات، ويستمر التشنج عادة من 2-3 دقائق، ويعالج بتخفيض درجة الحرارة وذلك باستخدام الكمادات الباردة ومخفضات الحرارة، كما يجب استشارة الطبيب حيث أن نسبة 2% من الأطفال المصابين بها معرضون للإصابة بالصرع.
- التشنجات الناتجة عن خلل فى التمثيل الغذائى مثل انخفاض السكر أو الكالسيوم فى الدم أو ارتفاع أو انخفاض فى أملاح الدم.
- التشنجات الناتجة عن بعض السموم.
أغلب حالات الصرع غير معروفة السبب، ونسمى هذا
الصرع بالصرع الأولى، أما الحالات معروفة السبب فتسمى صرعًا ثانويًا، من أهم أسباب
الإصابة بهما:
- نقص وصول الأكسجين للمخ أثناء الولادات المتعسرة.
- الإصابات المباشرة بالدماغ.
- الحمى المخية الشوكية.
- الأمراض التى تصيب الأم أثناء الحمل مثل الحصبة الألمانية أو السيتوميجالو فيروس أو التكسوبلازما.
- حدوث جلطة أو نزيف فى المخ.
- بعض الأمراض الوراثية.
هناك ارتباط بين الوراثة وحالات الصرع الأولى
فقط، فقد أوضحت الدراسات أن نسبة حدوث الصرع تصل إلى 6% فى حالة إصابة أحد
الوالدين وإلى 12% إذا كان الوالدان مصابين.
طبعاً من غير المقبول إن يقال أن الشخص المصاب
بالصرع ليس شخصًا عاديًا فيقال إنه "مجنونًا " أو " عليه
عفاريت".
مريض الصرع إنسان عادى لكن النوبات التى تحدث
له تجعله غريبًا، يتصرف أحيانًا بطريقة غير متوقعة وغير متناسبة مع الموقف الذى
يوجد فيه.
هذه التصرفات هى السبب فى ظهر هذه الأفكار
الخاطئة والتى تعتبر من أهم المشكلات التى تواجه الشخص المصاب بالصرع وأسرته.
ومن مصابى الصرع من نبغوا نبوغًا عظيمًا وصاروا
شخصيات مرموقة أمثال الإسكندر الأكبر ويوليوس قيصر ودستويفسكي وأجاثا كريستي،
وعلينا هنا أن نأكد أن مريض الصرع:
- ليس مريض نفسى أو عقلى.
- ليس معديًا للآخرين.
- لا يتملكه الجن أو العفاريت أو الأرواح الشريرة.
- ليس مؤذيًا.
- لا يفقد هذا المرض المريض المصاب به القدرة على الزواج وتكوين أسرة.
- كما لا يفقده القدرة على الدراسة والتعلم والعمل.
- مشاكل صحية ونفسية
- مشاكل اجتماعية مثل: الانطواء، ردود فعل الآخرين تجاه، فقدان الثقة بالنفس، الخوف من حدوث النوبة.
- مشاكل تعليمية نتيجة للعلاج أو فى حالة مصاحبة الصرع إعاقات أخرى.
- مشاكل اقتصادية بسبب تكلفة العلاج.
يحدث من وقت الولادة حتى سن سنة ونصف، وعادة ما
ينتج عن مشكلة عضوية في المخ تعكس حدوث تدهور فى وظائفه المختلفة.
وتحدث من سن 3-15 سنة وفيها يتوقف الطفل بشكل
مفاجىء عن أداء نشاطه الطبيعى لبعض اللحظات، فينظر بشكل غامض ويبدو كأنه سرحان
وتكون العينان متجهتان للأعلى فتفسر عادة على أنه غير منتبه، وغالبًا ما تنتهى هذه
الحالات بعد سن العشرين.
وهى أكثر النوبات شيوعًا وتحدث فى أى سن، وفيها
يفقد المريض وعيه وتحدث له تقلصات عضلية وتشنج فى الجسم كله وقد يصاحبها عض اللسان
او تبول أو تبرز لا إرادي ثم ينام المصاب نومًا عميقًا.
- يجب علينا ألا نخاف وألا نتوتر وأن نتصرف بهدوء وسرعة فنبعد الأشياء القريبة منه والتى من الممكن أن تؤذيه إذا اصطدم بها مثل الكراسى أو المناضد أو النار مثلاً.
- نضع وسادة صغيرة تحت رأسه لحمايته من الاصطدام بالأرض.
- نزيل أى ملابس ضاغطة على عنقه.
- لا نحاول وضع أى شىء فى فمه.
- لا نحاول منع الحركات التشنجية ويفضل أن نتركه فى مكانه إلا إذا كان من المكان خطرًا.
- بعد انتهاء التشنجات ندير الشخص على جانبه ليسهل عليه التنفس و نتركه ينام.
- عندما يفيق نهدئه ونطمئنه ونساعده على استكمال حياته الطبيعية.
هل يشفى مريض الصرع؟
لابد أن نعرف ان غالبية مرضى الصرع يشفون
تمامًا، ويتم ذلك عادة باستخدام العلاج المناسب الذى يصفه الطبيب المختص، وقد يكون
العلاج دواء واحدًا او مجموعة من الأدوية.
المهم هنا هو إعطاء المريض الدواء بالجرعات
المحددة تمامًا وفى الأوقات التى يحددها الطبيب والتى تستمر عادة لمدة عامين
كاملين بعد اخر نوبة صرع حدثت للمريض، وأن نستمر فى المتابعة المنتظمة مع الطبيب
لضمان تمام الشفاء.
- الاستمرار فى العلاج الذى يصفه الطبيب واتباع تعليماته.
- اتخاذ بعض الاحتياطات لحماية الشخص المصاب بالصرع فى حياته اليومية مثل ابعاده عن مصادر النار أو الأجهزة الخطرة كالمكواة أو المنشار الكهربائى وما إلى ذلك.
- تجنب أن يسبح بمفرده أو يتسلق أماكن مرتفعة كسلم أو شجرة.
- تجنب قيامه بأعمال فيها خطورة كقيادة سيارة مثلاً.
- لكن هذه الاحتياطات لا تمنع من ممارسة حياته اليومية بشكل قريب جدًا من الانسان العادى، فى حالة ما إذا قدمنا له المساندة الكافية وتعاملنا معه بالطريقة الملائمة.
الطريقة المناسبة للتعامل مع ومساندة مريض الصرع
- اتخاذ موقف إيجابي لأن الاحتمال الأكبر هو الشفاء.
- التخلص من الاحساس بالذنب والخجل
- عدم تبديد الوقت فى مناقشة الأسباب ومن هو المسئول.
- عدم ترك الحياة تتمحور حول مشكلة الصرع.
- عدم إعطاء المريض حماية زائدة تقيده، عدم إعطائه اهتمامًا زائدًا، عدم لومه، عدم جعله محور لمشاكل الأسرة.
- أهمية مناقشة الموضوع معه وإفهامه المشكلة وحدودها عندما يكون قادرًا على استيعاب ذلك.
- عدم الحديث امام الاخرين عن حالته بطريقة سليمة.
- مساعدته على تطوير مهاراته الاجتماعية كى يصبح محبوبًا ومقبولاً.