الأستاذ الدكتور إيهاب رجاء يكتب: هل هناك طبيب أو علاج محدد للتوحد
وهى أن التوحد شىء مجهول السبب، أى أننا نحارب نعدو مجهول السبب ؟! وطالما أنه مجهول السبب إذا من حقك أن تفعل أى شىء كى تحاربه!.
من خلال أى وسائل أو أى بروتوكولات أو من خلال عمل "جروب" على الفيس بوك أو الواتس أب والمصيبة أنها جروبات "علاجية".
الأستاذ الدكتور إيهاب رجائي |
هل التوحد مرض
وهل هو مرض لكي أصنع له علاجا؟ فى الحقيقة أنه ليس مرضًا، وكما قلت بالسابق هو "أعراض لأمراض".
وهذه الأمراض إما أمراض عضوية دماغية نتيجة إصابات دماغية متعددة وهى كثيرة يمكننا أن نفرد لها حلقة خاصة بها ومن ضمن هذه الإصابات على سبيل المثال" الإصابة الدماغية البسيطة".
وهى تعنى أنه لم يحدث ضمور فى المخ ولكن لحق بالتركيبة الجينية للمخ أثناء التطور الجنينى حصل له أذى وليكن نقص أكسجين فى المرحلة الرحمية أو مواد سامة انتقلت من دم الأم كقضية الزئبق والرصاص والمعادن السامة.
فأحدث تغييرًا فى التراكيب والوصلات العصبية أو نويات إصدار الناقلات العصبية مثل موضوع "الأوكسي توسن " و" الميلاتونين " - وسوف نتحدث عنهم أيضًا بشكل منفصل – أو تحدث خللاً وظيفًاً.
إذا التوحد هو اضطراب وهذا الإضطراب عبارة عن زملة أعراض ناتجة عن أمراض إما فى المرحلة الرحمية سواء كانت وراثية أو غير وراثية.
وهى المرحلة الجنينية تعرض فيها الجنين لمجموعة من المؤثرات من الأم فى المقام الأول سواء بسبب وراثى أو سبب مكتسب بيئى.
مثلاً إرتفاع ضغط الدم سوف يسبب قصورا فى الدورة الدموية المتجهة إلى المشيمة إلى مخ الجنين وتتسبب فى نقص الاكسجين.
أو تسمم عن طريق أن الام مثلاً تستخدم صبغات شعر أو مكياج أو تستخدم حشو للأسنان بها معادن ثقيلة، وأشهرها "الزئبق" وكذلك الأمر بالنسبة للألومنيوم والرصاص.
وكأن تدخل هذه المعادن من الشعيرات الدقيقة فى البشرة أو اللثة عن طريق الابتلاع، كالأم التى تأكل الكثير من المأكولات البحرية تنفيذا لتعليمات بعض الأطباء.
بضرورة تناول أشياء بها أوميجا أو فيتامين "د" فتأكلها وربما تكون مسممة بالزئبق وكل هذا يتسرب للجنين.
إذا هذا الجانب العضوى إما إصابة مباشرة ولكنها لا تؤدى إلى ضمور فى المخ شلل دماغى أو أدت إلى تسمم وهذا التسمم تسبب فى مشاكل أثرت على اكتمال نضج المخ أو تسببت فى خلل وظيفى.
ننتقل إلى الجانب الاخر أو مرحلة ما بعد الولادة وهى أشياء كثيرة جدًا، ويوجد خلافات كثيرة من أصحاب الفتاوى فى هذا الشأن مثل كيف يتسبب التلفزيون فى الإصابة بالتوحد؟ التلفزيون ليس له علاقة بالتوحد! ... ولن أتطرق إلى هذا الجدل فى هذه الحلقة.
ولكننى أؤكد أنه أحد الأسباب والتى قد ترسخ أعراض التوحد، مثل قصور الانتباه السمعي والتشتت البصرى والخلل الحسى وعدم توظيف أعضاء الحركة.
وكل هذا يمكن أن يتسبب فيه التلفاز والتابلت وكل الاجهزة الحديثة، حيث أنها تقوم بتعطيل تام كلى أو جزئى لوظائف الانتباه والإدراك ومهارات التقليد والتخزين والإستدعاء والذاكرة، أيضًا فرط الحركة فهناك تأثير مباشر وغير مباشر لمشاهدة التلفاز.
لا أريد التطرق إلى موضوع التلفزيون الآن ولكن ما أردت قوله والتأكيد عليه أن التوحد ليس مرضًا، هو زملة أعراض لأمراض عديدة، أما المتشدقين بعبارة "مالوش أسباب" و"مجهول السبب" و" كلها اجتهادات علماء" هذا ليس له أساس من الواقع!.
فإننى أعمل منذ حوالى عشرين عامًا فى هذا المجال وامتلك الاف القصص التى تؤكد على أن كل ما ذكرته من أسباب تتكالب على مخ الطفل سواء كان ذلك جنينيًا أو بعد الولادة فى مراحل الطفولة المبكرة.
فكيف تقول لى أنه مجهول السبب؟! أنت لك مصلحة ما فى عمل تعمية وتجهيل، حتى يجتهد الجميع بدافع أنه ليس له سبب فمن حقى أن أجتهد! من حقى اكون طبيبًا!
واليوم أصبح ولى الأمر طبيبًا! وله جروب على وسائل التواصل الاجتماعي وله بروتوكول علاجى! وهذا لا يصح على الإطلاق لأن حضرتك لست طبيبًا ولم تدرس الطب.
لم تدرس فسيولوجي ولا بيولوجى ولا بايوكيمسترى ولا أناتومي ولا ميكرو أناتومي ولا باثولوجى ولا brain باثولوجى وعلوم كثيرة جدًا أنت لم تدرسها!
فكيف يصور لك عقلك ببعض القراءات البسيطة من الإنترنت أن تصبح طبيبًا بين ليلة وضحاها وتقوم بعمل "جروب علاجي" ؟!.
ليس لدى أى غضاضة فى أن تقرأ وتفيد طفلك، ولكن مشكلتى فقط فى إعتبار نفسك طبيبا ولك "جروب علاجي" ومناصرين ومتابعين وخناقات على الإنترنت والبروتوكول الفلاني! وأشياء ما أنزل الله بها من سلطان!
لابد من العودة لأصحاب العلم ... أصحاب الخبرة؛ وذلك لأن منظورهم يختلف تمامًا عن ما قرأته حضرتك.
أنت فقط قرأت، وهذا يختلف تمامًا عن الذى يعمل منذ عشرين عاماً –ولا أضرب المثل بنفسى – ويتابع ويرى حالات ويسمع ويقوم بعمل فحوصات.
وهى ليست عملية مهارة وشطارة من المخ بل يوجد قواعد وهنا يظهر دور البروتوكولات، البروتوكولات التشخيصية
وليست العلاجية.
وهذا لا يمنع أن بعض البروتوكولات العلاجية تفيد ولكنها لا تلغى أعراض التوحد بل تخفض فقط حدة الأعراض؛ لأن الأساس أن يقوم الطبيب الماهر بالتعرف عليه مبكرًا وكذلك محاولة إيقاف تطوره وتقدمه.
فلو بدأنا بمعرفة تتابع الأحداث كيف تسير حتى تصل للتوحد من السهل جدًا أن أضع يدى كل مشكلة وكيفية
التعامل معها يا جماعة الخير.
البالوفابتان
وأقول لمن ينتظرون الحل السحرى انتظروا الحل السحرى! وانتظروا أيضًا البالوفابتان العلاج القادم من سويسرا من شركة "روش" السويسرية والذى سوف يحدث ضجة! فسوف تجدونه يعالج جزئية صغيرة جدًا!.
التوحد خلل منظومى شامل، وهذا الخلل المنظومى إما أن يكون له استباق وقائي، أو معالجة مبكرة وليست كلها أدوية أو مكملات غذائية أو حمية، وهنا تظهر مهارة الطبيب المتمكن أن يبرمج أو أن يضع أسس البرنامج العلاجى غير الدوائى.
مثلاً يطلب منك عمل تقييم حسى أو تقييم لغة أو تقييم سلوكى أو تقييم مهارى أو تقييم نفس - حركي، كل هذا ينتهى بالإعراض السلبية فى التوحد.
وبالتالى يجب أن أبدا بالتعامل معه مبكرا، وعلى النقيض من يظن أن هناك دواء يحل كل هذه المشاكل فأنت فى هذه الحالة - سواء كنت أخصائيا، أو ولى أمر- واهم للغاية.
والدليل أن لدى عشرات الحالات ممن يأتون بعد أن جربت سنوات وسنوات أو أنها انقطعت من عندى وعادت لى مرة اخرى بعد سنوات وكلها قائمة على العلاجات، كلها قائمة على كارثة المهدئات والمنشطات والاوميجا 3 !.
ولذا أكرر أن التوحد ليس مرضًا وبالتالى ليس له علاجا محددا أسمه "علاج التوحد" أو " دكتور تخصص توحد " أو " استشارى مخ وأعصاب " أو استشارى نفسية وعصبية " أو " استشاري نفسية " لديه روشتة للتوحد!
لا أنت خاطىء وواهم، ويا زميلى العزيز: اتق الله ! هذه أمانه سوف نسأل عنه ، وعليك إيصال الحقيقة للناس وأنك تساعدهم بطريقة أو بأخرى فى تخفيف حدة الأعراض ولا تعالج التوحد.
علاج التوحد
علاج التوحد هو تعديل المنظومة البيئية والأسباب المتراكمة التى أدت إلى ظهوره.
لا أريد أن أطيل، لقد وضعت خطوطا عريضة، والسلسلة قائمة وممتدة وانتظروا الحلقة الخاصة بدواء" البالوفابتان " العلاج السويسرى، والذى يعتقد البعض بأنه العلاج السحرى الذى سوف يحل كل المشاكل!
اقرأ أيضًا: هل يمكن علاج التوحد بالكلور؟! من هنا