كيفية رعاية ذوى الاحتياجات
ذوى الاحتياجات الخاصة هم الأفراد الذين يبعدون عن المتوسط بعدًا واضحًا سواء فى قدراتهم العقلية أو الاجتماعية أو الإنفعالية أو الجسمية، بحيث يترتب على ذلك حاجاتهم إلى نوع من الخدمات والرعاية لتمكينهم من تحقيق أقصى ما تسمح به قدراتهم.
يلاحظ استخدام لفظ " يبعدون " ولا نقول " يقلون"؛ لأن بعض فئاتهم تزيد عن المتوسط وهم فئة المتفوقين والموهوبين.
تصنيفات ذوى الاحتياجات الخاصة
تضم تصنيفات ذوى الاحتياجات الخاصة فئتين أساسيتين هما:
- العقلية
- السمعية
- البصرية
- صعوبات التعلم
- مشكلات اللغة والنطق والتواصل
- الاضطرابات الانفعالية والسلوكية
وهم الذين يتصفون بالامتياز فى أى من ميادين الحياة بحيث يكونوا قادرين على تحقيق ما لا نتوقعه عادة ممن هم فى نفس أعمارهم وتضم فئة الموهوبين:
- شديدو الذكاء.
- مرتفعوا القدرات التحصيلية.
- المبتكرون أو المبدعون ممن يكشفون عن مواهب متميزة فى مختلف مجالات الفنون والآداب وبعض المجالات المقدرة اجتماعيًا.
- المحرمون حضاريًا واقتصاديًا والمعرضون بشدة للإعاقة بسبب هذا الحرمان.
وقد نجد من الصعب تصور أن للموهوب احتياجات خاصة وأنه يحتاج منا إلى رعاية من نوع خاص، وهذا التصور هو المسئول – دون شك – عما نلاحظه من إهمال وعدم اهتمام بفئة الموهوبين.
إلا أنه من الضرورى ملاحظة أن هذه الفئة بسبب تميزها وتفوقها وبعدها عن المستوى المتوسط سواء فى الذكاء أو
التحصيل أو القدرات الابتكارية تحتاج من الأسرة والمدرسة والمجتمع لرعايتها رعاية خاصة تساعدها على الإستفادة القصوى مما لديها من استعدادات وقدرات وعدم الاتجاه للإنحرافات السلوكية؛ وعدم تقديم الرعاية المطلوبة للموهوبين يؤدى إلى:
- إهدار هذه الطاقة وعدم الإستفادة القصوى منها وهى الرصيد المتجدد لتقدم المجتمع.
- اتجاه بعض الحالات للإنحراف والمرض النفسي بسبب عدم التوافق مع من حولهم.
اقرأ أيضًا: الأيام العالمية لذوى الاحتياجات الخاصة من
مشكلات ذوى الاحتياجات الخاصة
يواجه ذوى الاحتياجات الخاصة مشكلات مختلفة فى نوعها وكمها عما يواجهه الفرد العادى ومنها:
أى ردود فعل الوالدين وأفراد الأسرة الآخرين تجاههم والتى تتمثل فى السخرية والإستهزاء والرفض والحط من قيمتهم
واعتبارهم مشكلة الأسرة ومصدر شقائها ومعاناتها حيث تنعكس هذه النظرة عليهم فتخلق لديهم مشكلات تكيفية في محيط أسرته.
تتمثل فى احتياجهم إلى مصادر ومواد تعليمية خاصة خاصة عندما لا يكون في مقدورهم واستطاعهم توفيرها بسبب ارتفاع كلفتها.
تتمثل فى عدم قدرة الحواس على أداء وظائفها كضعف البصر أو السمع أو النطق، وكذلك الإصابات والتشوهات الخلقية والجلدية وأمراض القلب وغيرها مما يسبب لهم سوء التكيف النفسي والاجتماعي.
تتمثل فى شعورهم بالعجز والنقص الذى يمكن أن يؤدي إلى انسحابهم وعزلتهم وانطوائهم فيشعرون بالأسى والحسرة
وقد يؤدى إلى ظهور الميول العدوانية والتخريب والإيذاء وبالتالى يتدنى مفهوم الذات لديهم فلا يحقق التوافق الاجتماعي المناسب.
تعليم ذوى الاحتياجات الخاصة
هو التوجيه والخدمات المعدة لتلبية الاحتياجات التعليمية الخاصة، ولا برتبط تعليم ذوى الاحتياجات الخاصة بمكان معين، ولكنه مجموعة من الخدمات المعدة خصيصًا لتلبية الاحتياجات الخاصة لتلميذ بعينه.
ومن الممكن توفير هذه الخدمات فى أماكن أو بيئات كثيرة مختلفة كفصول التعليم العام أو فصول تعليم ذوى الاحتياجات الخاصة أو حتى فى البيت.وينبغى اتخاذ القرار المتعلق بتوقعات تعليم هؤلاء التلاميذ ومكانها، حسبما يتناسب مع ظروف كل تلميذ على حده.
أن احتياجات التلاميذ ذوى الاحتياجات الخاصة تشمل احتياجات أقرانهم العاديين نفسها، إلى جانب احتياجات خاصة ترتبط تحديدًا بإعاقتهم. انهم يتشابهون في بعض الجوانب، ولكنهم مجموعة متنوعة الخصائص؛ التلاميذ ذوو الإعاقة البدنية قد يحتاجون إلى مقاعد خاصة وأدوات معينة للتخاطب، ولكنهم لا يحتاجون إلى أى تعديل فى المنهج الدراسى المقرر للتعليم العام.
وعلى العكس من هؤلاء نجد التلاميذ الذين يعانون من صعوبات التعلم قد لا يحتاجون إلى أى تعديلات مادية فى الفصول، ولكنهم يحتاجون من معلميهم أن يستخدموا استراتيجيات نوعية خاصة للتدريس لهم.
ولكن حتى التلاميذ الذين يعانون الإعاقة نفسها هم مجموعة من الأفراد لكل منهم سماته الفريدة واحتياجاته التعليمية الخاصة. فقد يكون أداء أحد التلاميذ الذين يعانون من صعوبات التعلم أفضل فى الامتحان الشفوى.
فى حين أننا نجد أن تلميذًا اخر مثله قد يحصل على درجات أعلى فى الامتحان التحريرى العادى. وعادة ما يوجه التلاميذ نحو التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة، عندما تظهر عليهم فروق معرفية أو سلوكية أو تواصلية أو حسية أو جسمية تجعلهم مختلفين عن أقرانهم.
مستويات تعليم ذوى الاحتياجات الخاصة
اقترح Deno فى هذا المجال نموذجًا مرنًا للخدمات التربوية والتعليمية لرعاية ذوى الاحتياجات الخاصة وفقًا لمستويات متدرجة من البسيط إلى الحاد كالتالى:
المستوى الأول: وضع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في الفصول النظامية بالمدرسة العادية.
المستوى الثاني: وضع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في فصول نظامية مع توفير خدمات إرشادية خاصة بهم دون غيرهم من الأطفال العاديين.
المستوى الثالث: وضع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في فصول مستقلة خاصة بهم بعض الوقت خلال العام الدراسى فى المدرسة العادية.
المستوى الرابع: وضع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في فصول دراسية مستقلة خاصة بهم كل الوقت أثناء اليوم الدراسى بالمدرسة العادية.
المستوى الخامس: وضع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في مؤسسات تربوية خاصة بهم منفصلة عن المدرسة العادية.
المستوى السادس: إبقاء الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة الغير قادرين على الإنتظام بأى نظام تربوى عام أو خاص بين أسرهم وتوصيل الخدمات التربوية الخاصة إليهم فى بيوتهم.
المستوى السابع: يتضمن الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة المقيمين إقامة داخلية بصفة خاصة فى مستشفيات أو مؤسسات علاجية مما يستلزم معه مساعدتهم وتعليمهم وهم فى أماكن إقامتهم.
أهداف رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة
- تنمية قدراتهم إلى اقصى حد ممكن.
- تنمية تحقيق الذات.
- مساعدتهم على التكيف أو التوافق سواء كان هذا التوافق مع الذات أو الآخر أو المجتمع بصفة عامة.
- تحفيز امكانياتهم وقدراتهم من حالة الخمول إلى حالة النشاط والعمل.
- أن يعيشوا قدر الإمكان حياة طبيعية أو أقرب إلى الحياة الطبيعية مقارنة بغيرهم من الأفراد.
- إعداد الأسرة لمواجهة الإعاقة وذلك من خلال جملة من البرامج الإرشادية؛ وذلك لتنمية مهارات الوالدين في التعامل مع الضغوط النفسية المرتبطة بالإعاقة، وبرامج المساندة النفسية الاجتماعية والدعم الاجتماعي والتدريب السلوكي للوالدين للتعامل مع الإعاقة.
- تحقيق جودة الحياة سواء للفرد من ذوى الاحتياجات الخاصة أو لأسرته من خلال الأتى:
- إشباع حاجاته البيولوجية
- إشباع الحاجات النفسية
- إشباع الحاجات الاجتماعية
- إشباع الحاجات الثقافية
- تنمية قدرته هو وأسرته على كيفية مواجهة الضغوط بكافة صورها وأشكالها.
- أن يكون الفرد من ذوى الاحتياجات الخاصة وأسرته ممتعاً فعلاً بمؤشرات ومعايير الصحة النفسية.
تؤكد الدراسات على أهمية برامج التأهيل التى تهدف إلى تحقيق تكافؤ الفرص والاندماج الاجتماعى وهو الأمر الذي لا يتحقق إلا من خلال تضافر اسر ذوى الاحتياجات الخاصة والمؤسسات القائمة على تربيتهم وتعليمهم بما يطلق عليه البرنامج المجتمعي والذي يتضمن:
- التوعية من خلال (اللقاءات-المحاضرات-الندوات – وسائل الإتصال ..)
- استقبال الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وتقييم قدراتهم واحتياجاتهم ووضع خطة التدريب والتأهيل المناسبة.
- الزيارات المنزلية التى تهدف إلى تدريب الشخص المعاق من خلال أسرته فى المنزل وتعديل اتجاهات الأسرة ومساندتها فى رعايتها له.
- النوادى الأسبوعية التى تهدف إلى دعم المشاركة والاندماج والعمل الجماعى واستخدام اللعب والأنشطة الترويحية لتعديل السلوكيات.
- برنامج التدريب المهنى على أعمال مناسبة فى إطار الأسرة أو فى نطاق المجتمع المحلى.
1- ليلى كرم الدين.(2015). الإرشاد الأسرى ودوره فى الإكتشاف المبكر ورعاية وتأهيل الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، الدورة السابعة لمؤتمر التمكين الثقافى لذوى الاحتياجات الخاصة بعنوان: قضايا الإعاقة فى مصر الحقوق – التحديات-التنمية بين بريق الشعار وبطء القرار،الهيئة العامة لقصور الثقافة، وزارة الثقافة.
2- على جاب الله ،وحيد حافظ ماهر عبد البارى.(2009). تعليم اللغة العربية لذوي الاحتياجات الخاصة بين النظرية والتطبيق، دار الفكر العربى للطباعة والنشر.
3- رشا جابر، سارة مصطفى، ماهيتاب الطيب.(2018): دور الأنشطة اللاصفية فى تنمية الموهبة للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، كلية رياض الأطفال، جامعة الأسكندرية.
4- Kaplan,P.S.(1996).Pathways for exceptional children :Home,school,and culture . St.Paul,MN:Wes Publishing .
5- أحمد الشامى،عادل دمرداش،أيمن كامل ،على عبد العزيز، محمد عنانى .(2005). تعليم ذوى الاحتياجات الخاصة، كتاب لكل المعلمين، مركز الأهرام للترجمة والنشر.
6- ابراهيم الزهيرى .(1998). فلسفة تربية ذوي الحاجات الخاصة ونظم تعليمهم، مكتبة زهراء الشرق.
7- محمد حسن غانم .(2016). سيكولوجية ذوى الاحتياجات الخاصة، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع.