أعراض التوحد فى عمر 3 سنوات
يعد اضطراب التوحد من الاضطرابات النمائية المعقدة التى تصيب الأطفال
فى سن صغيرة وتؤثر على العديد من مناحي الحياة لديهم؛ حيث تحد من قدرة الطفل على
التواصل مع الآخرين وتؤثر كذلك على اللغة والكلام.
ولإكتشاف هذا الإضطراب والتعرف عليه مبكرًا أثر كبير فى تقدم حالة الطفل المصاب به مستقبلا؛ ولذا سوف نستعرض فى هذا المقال كيفية التعرف على أعراض التوحد عند الأطفال في عمر ثلاث سنوات وهو السن الذي تظهر فيه بوضوح العديد من الأعراض والعلامات.
أعراض التوحد |
ما هو التوحد
ويؤكد دكتور إيهاب أنه لا يوجد شىء بمفرده أسمه "توحد" قائلاً: التوحد يأتي على أشياء كثيرة جدًا كالمتلازمات الوراثية و الاختلالات الجينية أو أسباب بيئية كاملة، يمكن أن يكون نتاج صراع قوتين، القوة الجينية الموروثة والمكتسب والعوامل الوراثية، حيث يتفاعلا مع بعضهما البعض ويحدثا هذه الحالة.
تشخيص التوحد
والذى صدر لأول مرة فى عام 1952، كما يتم تعديله أو تنقيحه أو إصدار نسخة جديدة منه كل عشرة سنوات تقريبًا اعتماداً على ما يستجد من دراسات وأبحاث كان أخرها النسخة الخامسة فى عام 2013.
وفى هذه النسخة تم دمج معايير تشخيص اضطرابات طيف التوحد والاكتفاء بمعيارين جديدين فقط هما، المعيار الأول: معيار التواصل الاجتماعى والتفاعل والمتمثل بعجز واضح في التواصل والتفاعل الاجتماعى فى سياقات متعددة، يظهر في الفترة الحالية للتشخيص أو فترات سابقة فى مراحل تطورية سابقة.
والمعيار الثاني: هو معيار محدودية الأنشطة والسلوكيات النمطية والمتمثلة بسلوك نمطي ومتكرر ومحدودية فى الاهتمامات والنشاطات.
كما تم تحديد شدة التوحد بثلاثة مستويات: المستوى الأول البسيط والمستوى الثاني المتوسط والمستوى الثالث الشديد.
علامات التوحد عند الأطفال في عمر 3 سنوات
حتى نكون أكثر دقة وتحديدًا سوف نقوم بتقسم ذلك إلى ثلاثة مراحل هى:
- رفض الطفل الرضاعة من ثدى الأم، وذلك قد يشير إلى رفض التواصل معها.
- لا ينحنى الطفل أو يبدى رغبة للشخص الذى يريد أن يحمله، وحتى وإن تم حمله لا يتكيف مع الوضع ويتخشب ويصبح مثل الدمية.
- غياب إبتسامة الطفل.
- عدم خوف الطفل من الغرباء فى سن 8 شهور كما يحدث لدى الأطفال العاديين.
- غیاب ابتسامة الثلاثة شهور وخوف الثمانية شهور من الغرباء حيث إن الطفل لا يخاف من الغرباء.
- اضطرابات فى النوم أو ضرب الرأس حتى يستطيع النوم.
- غياب اللعب أو قد يتمثل فى الألعاب التكرارية مثل النظر إلى حركات اليد وغيرها.
- البكاء الكثير بدون سبب واضح.
- اهتمام الطفل بالأشياء أكثر من اهتمامه بالأشخاص.
- بعض الحركات التكرارية النمطية البسيطة مثل هز الجزع أو تدوير الأشياء.
الثانية: أعراض التوحد عند سن 18 شهر وتشمل:
- ضعف قدرة الطفل على القيام ببعض ألعاب التخيل مثل تخيل نفسه طبيب وأداء الحركات الخاص به.
- عدم قيام الطفل بحركة الإشارة بأصابعه للإشارة إلى أشياء تثير اهتمامه أو حتى للفت انتباه الاخرين.
- عدم الاهتمام بالشخص الذي يحمله.
- عدم اهتمام الطفل بالأطفال الآخرين في محيطه.
- عدم اهتمام الطفل بلعبة "عو بخ ".
- عدم مقدرة الطفل على إحضار أشياء تهمة ليريها لوالديه.
الثالثة: أعراض التوحد بعد سن ثلاث سنوات وتشمل:
- ضعف القدرة على الكلام والتحدث مع الآخرين.
- عدم الالتفات عند المناداة عليه.
- لا ينفذ الأوامر أو التعليمات المطلوبة منه.
- الرفرفة المتكررة.
- المشي على أطراف أصابعه بشكل متكرر.
- فرط الحركة الزائد عن الحد.
- الإمساك بيد الأب والأم ووضعها على الأشياء التى يريدها دون أن يتكلم أو يطلبها.
- عدم مشاركة أقرانه اللعب.
- نوبات صراخ وبكاء وغضب وخاصة عندما يريد شيئًا ما.
- صعوبة السيطرة عليه فى الأماكن العامة.
- لا يبدى إهتمامًا بأبيه وأمه عند الخروج معهما.
- اللعب بطريقة مختلفة عن بقية أقرانه مثل تدوير عجلة السيارة فقط.
- يتعلق بأشياء معينة وتافهة دون غيرها ويغضب عند أخذها منه.
- يفضل أنواع معينة من الأطعمة دون غيرها ولا يأكل سواها.
- الإصرار على ارتداء أنواع معينة من الملابس دون غيرها.
- لديه قدرات فائقة فى استخدام الهواتف الذكية ومعظم الأجهزة الحديثة.
- لديه قدرات كبيرة في استخدام الجوال أكثر من الأطفال العاديين.
- لا يتواصل بصريًا بشكل سليم مع الشخص الذى يحدثه.
- إعادة تكرار الكلام مثل الببغاء.
- البكاء والضحك فى مواقف غير مناسبة.
- ضعف القدرة على التعبير عن مشاعره.
- لديه روتين روتين ومن الصعب أن يغيره.
- نبرة الصوت لديه وطريقة كلامه تكون غريبة وأشبه بكلام الروبوت أكثر من الأطفال العاديين.
ونود التنويه أنه ليس بالضرورة عند وجود بعض هذه الأعراض لدى الطفل أن يكون لديه اضطراب التوحد وفى هذه الحالة يجب التوجه بالطفل إلى طبيب أو أخصائى متخصص فى تشخيص حالات التوحد للتقييم والتشخيص الدقيق والتحقق من وجود التوحد من عدمه.
ووضع الخطة العلاجية المناسبة للطفل، وإحالة طفل التوحد إلى أقرب مركز أو مؤسسة متخصصة مع تعاون ومتابعة الأسرة لذلك.
اقرأ أيضًا: هل يمكن علاج التوحد بالكلور من هنا
كيفية التعامل مع طفل التوحد:
- بداية كلما كان إكتشاف وتشخيص طفل التوحد وإجراء بعض التدخلات الطبية والعلاجية والتربوية مبكرًا، كلما كان ذلك فى صالحه مستقبلاً.
- على الأب والأم ألا يخجلوا من الطفل وأن يعتبرناه منحة من الله "عز وجل" وأن يتحدا انفسهما فى تنمية قدراته، والوصول بها إلى أقصى حد يمكن أن تصل إليه والتحلي بالصبر والمثابرة أثناء ذلك.
- على الأب والأم البحث دومًا عن الأشياء التى تجذب انتباه الطفل أو بمعنى اخر نقطة ضعفه، سواء كان ذلك لعبة معينة أو شخص ما أو نشاط محبب؛ حيث يعد ذلك مدخلاً مهمًا فى تعليم وتدريب الطفل.
- ضرورة أن يقوم المعلم أو الاخصائى الذى يعمل مع طفل التوحد ببناء علاقة قوية مع الطفل فى البداية؛ حتى يستجيب له الطفل فيما بعد.
- يجب إعادة ترتيب أثاث ومحتويات المنزل، بحيث يتم إبعاد التحف والأشياء الثمينة وكذلك الخطيرة مثل السكاكين وغيرها بعيدًا عن متناول الطفل، حتى وإن كان ذلك سوء يخل بديكور المنزل.
- حافظ على هدوئك عندما تنتاب الطفل نوبة غضب أو بكاء، بل يمكنك أن تقابل ذلك بالإبتسامة ولكن دون مكافأة الطفل على سلوكه الخاطئ.
- تكلم مع الطفل بلغة سهلة يفهمها واستخدم الإشارات والإيماءات.
- يجب تدريب طفل التوحد منذ الصغر على تحمل المسئولية، وذلك من خلال بعض الأنشطة والمهام البسيطة مثل احضار طبق من المطبخ أو تنظيف المنضدة بعد الأكل أو تجميع العابه فى سلة الألعاب بعد الإنتهاء من اللعب وتشجعيه على ذلك.
- من الأفضل أن يختلط طفل التوحد بأطفال عاديين فى المجتمع.
- من المهم جدًا الإعتماد على الصور فى التواصل مع طفل التوحد، وكذا تعليمه وتدريبه، فيفضل أن يصمم الأب والأم جدولاً مصورًا لنشاطات الطفل منذ الإستيقاظ وحتى النوم؛ وذلك لأن الذاكرة البصرية أفضل بكثير لديه كما إنه يفكر بإستخدام الصور أفضل من اللغة والكلام.
- شجع الطفل على ممارسة هوايته المفضلة، فكثير من أطفال التوحد لديهم مواهب فى الرسم والرياضة والكمبيوتر والموسيقى وغيرها.
- تجنب استخدام كلمات غامضة أو تعليمات وأوامر طويلة عند التواصل معه.
- الكثير من أطفال التوحد يمكنهم التعلم من خلال اللعب، فمثلا يمكن استخدام القطارات فى تعليمه الأرقام وغيرها.
- بعض أطفال التوحد لديهم حساسية شديدة من الأصوات المرتفعة؛ ولذا تجنب هذه المواقف مثل التواجد فى السوبر ماركت والمول، خاصة الكبيرة والمزدحمة منها.
- لا تعود طفل التوحد على أن يمسك يدك ويضعها على الشيء الذي يريده بل دربه على أن ينطق حتى ولو مقطع بسيط معبراً عن حاجته.
- لا تخجل ولا تنزعج من تصرفات طفل التوحد المزعجة فى الشارع وفى الأماكن العامة، الأمر الذي قد يضطرك إلى اتخاذ قرار بعدم اصطحابه معك فى هذه الأماكن، بل دربه على الإحتفاظ بهدوءة والإلتزام - قدر الإمكان - عند التواجد بها، وذلك من خلال القصص المصورة ومن خلال الثواب والعقاب وغيرها.
- زيادة فرص التواصل بين طفل التوحد والآخرين، مثلا من خلال أن نضع الطعام المفضل له أو لعبة هو مرتبط بها فى مكان عال لا يمكنه الوصول إليه، بحيث يراها ويطلب منا الحصول عليها وغيرها من المواقف.
- يفضل استخدام وسائل وأدوات مثيرة للحواس لتنمية قدرات طفل التوحد، وذلك مثل استخدام وسائل وأدوات ذات أشكال والوان مختلفة أو أجهزة تصدر أصواتًا متدرجة مختلفة.
- يجب ممارسة طفل التوحد الأنشطة الرياضية والخروج في رحلات ومعسكرات، الأمر الذى قد يؤدى إلى تفريغ شحنات طاقته الزائدة واللزمات والطقوس النمطية غير الهادفة لديه.
- الحب هو أهم عنصر في النجاح مع طفل التوحد، ومخطئ من يعتقد أن هؤلاء الأطفال ليس لديهم مشاعر واحاسيس.