طريقة سحب دواء الديباكين للأطفال
دايما بنعيش للأمل، دايمًا بنحيا بالأمل، دايما بنخطط
للعمل حتى يتحقق الأمل، وأمل كل أسرة وكل بيت إن أبنائها لا يعيشون طيلة عمرهم يأخدوا
أدوية، وخاصة الأدوية سيئة السمعة أو الأدوية التى لها مشاكل على المدى الطويل.
فى هذا المقال سوف أتحدث عن سحب الديباكين اللعين، كما
أحب أن اسميه، نظرًا لكثرة مشاكله وأعراضه الجانبية، ولوجود بدائل كثيرة له،
بالفعل هناك بدائل كثيرة جدا للديباكين.
وفى الحقيقة لا أعلم لماذا يتمسك به بعض الأطباء إلى يومنا هذا؟!
ماهو الديباكين
الديباكين Depakine من الأدوية القديمة جدًا فى علاج الصرع والتشنجات وفاعليته
قوية جدًا وأضراره كثيرة جدًا.
فى البداية يوجد محاذير مهمة جدًا، وهى أنه لا يصح أن أبدأ العلاج أول مرة أبدأ بالديباكين، ونحن لدينا بدائل ومنهم مركب "ليفيتيراسيتام" ولن أذكر أسماء تجارية.
حتى لا يتهمنى البعض بالترويج لبعض شركات الأدوية، لكن أسمه العلمى "
ليفيتيراسيتام Levetiracetam ويمكنكم أن تسألوا عنه الطبيب أو الصيدلى.
وأنا أتعجب! لماذا يتمسك الأطباء الشباب الجدد بالمدرسة
القديمة؟ يعنى أنا مثلاً منذ أن تخرجت من الكلية فى عام ألف وتسعمائه وواحد
وثمانين، وكان الديباكين هو تقريبًا الجوكر أو الفارس المغوار فى مجال النوبات
الصرعية، وإلى يومنا هذا مازال هناك اناس يتمسكون بوصف الديباكين.
اقرأ أيضًا: هل يشفى مريض الصرع نهائيا من هنا
فى الحقيقة هو له فاعلية فوق الممتازة فى السيطرة وضبط
النوبات الصرعية، ولكن فى المقابل له مشاكل وخاصة أن لدينا قاعدة ذهبية تقول: أن
العلاج يستمر سنتين إلى سنتين ونصف وأحيانًا ثلاثة بعد آخر نوبة؛ إذاً أنا سوف أمر
بكل الأعراض السلبية المحتملة.
معروف أن الديباكين يؤثر على فيتامين (د) والكالسيوم فيتسبب فى هشاشة العظام، كما يؤثر على مواد التجلط، فيمكن أن يتسبب فى التأثيرعلى الكبد، يمكن أيضاً أن يتسبب فى حدوث سيولة فى الدم.
كما إنه يطيل مدة التبول اللاارادى الليلى، وهناك الكثير من الأسر اشتكت من هذا وأن لم يستطيعوا السيطرة على ابنائهم أثناء فترة تناوله.
الديباكين يتسبب فى شراهة فى الأكل وبالتالى زيادة فى الوزن ومشكلات فى الادراك، وغيرها الكثير والكثير من المشكلات التى يتسبب فيها الديباكين، والأسوأ عندما تنتهى مدته ونبدأ فى سحبه من الجسم.
ما أعراض سحب الديباكين من الجسم
يمكن أن يتسبب سحب الديباكين فى أخطر عرض انسحابى وهو
الانتكاسة الصرعية، ونبدأ من أول وجديد! وكما يقول المثل " ياريتك يا أبو زيد
ما غزيت"
إذا لما أضع الأهل فى هذه الدوامة من البداية؟ أيضًا استخدام الديباكين فى عمر أقل من ثلاث سنوات، معروف أن له تأثير سلبى على جزء مهم من الخلية أو جزئ يسمى "الميتوكوندريا".
والميتاكوندريا هى مولدات الطاقة، والحامض
النووى للميوكوندريا من ضمن المتهمين في إحداث كارثة ما يعرف بالتوحد وخاصة لو أخذ
في سن مبكرة.
فأين المنطق فى أن نقوم بحل مشكلة التشنجات، ثم أُدخل الطفل الرضيع الدوامة وأكتب له هذا الدواء وهو عمره أشهر، ويظل الاهل فى دوامة والسيد الطبيب المعالج متمسك برأيه وبالديباكين وغيره.
خائف من سحبه فتحدث انتكاسة
صرعية! أعتقد هذا كلام غير واقعى وغير عملى وغير مرغوب فيه بالمرة.
طالما لدي البدائل الآخرى لماذا أبدأ بالديباكين؟ يعنى الديباكين المفروض أن يكون الورقة الأخيرة أو آخر سلاح نلجأ له بعد الله سبحانه وتعالى، حينما تفشل البدائل الآخرى.
لكن اتفاجأ حين أرى روشتات بعض الزملاء والأبناء الأطباء؛ حيث يكتبون الديباكين من أول زيارة! يكتب الديباكين ومعه دواء ثان خطير! ولقد تطرقت لمرات عديدة لقضية الجمع بين الديباكين وبعض الآخرى مثل السابريلSabril ، والذى يؤثر على مجال الرؤية فى أعين الأطفال!
لماذا الإختيارات الخطيرة؟ أنت تحاول أن تحل المشكلة، فى
المقابل تقوم بحلها بما ينتج عنه مشاكل أخطر، أنا لا أستطيع أن أفهم هذا المنطق
الذى يحكم هؤلاء الذين يصفون هذا الدواء، وكأنه لا يوجد غير الديباكين هذا الدواء
الملعون.
طريقة سحب الديباكين
يجب نبدأ عملية سحب الديباكين أو ايقاف دواء ديباكين بعد
عدة شروط أهمها:
أ- أن يكون حصل نوع من الضبط والسيطرة على النوبات؛ لأنه
مثل ما ذكرت سابقًا عندما تأتى لسحب الديباكين سوف تزداد النوبات ضراوة وشراسة
وانتكاسة.
ب- لو كان الطفل بدأ فى تناول الديباكين مبكراً في سن
صغير في عمر أشهر، يمكن أن اسحبه ولا أنتظر كل هذه المدة حتى أسحب.
حتى أسحب الديباكين، أنا كمنهجية خاصة، في ممارستي
المهنية أقوم بعمل تمهيد، أعطى مضادات أكسدة ويدخل الدواء الجديد. وقد يسألنى
البعض: هياخد الدوائيين أو الثلاث أدوية يا دكتور؟
وفى هذه الحالة يكون ردى: ماذا سأفعل؟! فأنا مضطر أن
أسحب وفى نفس الوقت أعطى دواء بديل للمخ؛ وإلا سوف يزداد الوضع سوء.
ولذا فأنا أقوم بإدخال الدواء الجديد بجرعات متدرجة،
وانتظر وأرى الاستجابة من ناحية ضبط النوبات الصرعية، وفى نفس الوقت نعطى مواد
ملطفة – أفضل مصطلح "العلاج التلطيفى" وليس التهدئة- لتساعد عملية سحب
الأدوية ذات الأبعاد الخطيرة وعلى رأسها الديباكين.
إذا فإننا نقوم بخطوتين، الأولى نعطى الدواء الجديد
بجرعات متدرجة حتى أصل إلى الجرعة العلاجية المناسبة لوزن الطفل وليس للعمر، نحن
نتعامل مع الأطفال فى هذه الحالة بالوزن وليس العمر.
والثانية أعطى معه بعض مضادات الأكسدة على سبيل المثال كو
إنزايم كيو 10 Coenzym Q10 فترة كافية من ثلاثة أسابيع إلى شهر، وبعدها
وحين أجد استقرار وعدم وجود أعراض جانبية أبدأ فى سحب الديباكين تدريجياً وببطء
شديد ودون استعجال، وعلى النحو التالى:
على سبيل المثال سيدة بتعطى ابنها 300 ملى جرام صباحًا و300
ملى جرام مساءا، نبدأ نسحب حوالى 25 ملى جرام فقط وبجرعة واحدة فقط.
يعنى مثلاً أنا دائماً أفضل السحب من الجرعة النهارية
حتى لو حصل أعراض جانبية سلبية نتيجة السحب تظهر فى مرحلة اليقظة، أسحب 25 ملى
جرام وبالتالى تصبح الجرعة 275 ملى جرام.
وبناءاً على المدة التى وصف فيها الديباكين وأخذها الطفل
أحدد المدة التدريجية للسحب والتى قد من اسبوع إلى 10 أيام أو أكثر لسحب 25 ملى
جرام من جرعة 300 ملى جرام النهارية ثم بعدها ننتقل للجرعة المسائية، وفى هذه
الحالة سوف نعمل كالأتى:
1- فى البداية أسحب 25 ملى جرام من 300 ملى جرام فى جرعة
الصباح وتظل جرعة المساء كما هى 300 ملى جرام من اسبوع إلى عشرة أيام أو أكثر حسب
المدة التى أخذ فيها الطفل الديباكين لفترات.
2- وعندما يأتى الدور على الجرعة المسائية سوف أسحب
أيضًا 25 ملى جرام، وبالتالى فسوف يأخذ الطفل جرعة قدرها 275 ملى جرام صباحاً و
275 ملى جرام مساءاً بدلاً من 300 ملى جرام صباحاً و300 ملى جرام مساءا.
3- ثم أعيد الدورة مرة ثانية وبعد انقضاء المدة اسحب 25
ملى جرام من الجرعة الصباحية فقط لتصبح 250 ملى جرام وبالمساء 275 ملى جرام.
4- بعدها أخذ من جرعة المساء 25 ملى جرام لتصبح 250 ملى
جرام، وأستمر على ذلك المنوال حتى يوفقنى الله ولا يكون هناك جرعة صباحية ثم لا
يكون هناك جرعة مسائية.
5- ولنفترض أننى وصلت مثلاً لجرعة 150ملى جرام صباحًا و150
ملى جرام مساءا وحصلت انتكاسة تشنجية! هل أخاف وأرجع من الأول مرة آخرى وأهدم كل
ما قمت ببنائه؟ لا، أبدًا.
6- فقط أتوقف عن عملية السحب وأنتظر، وفى حال حدوث أكثر من تشنج أرجع للخلف خطوة أو خطوتين أى فى حالة جرعة 150 ملى جرام يمكن أن أرجع إلى 175 أو200 ملى جرام.
وأنتظر شهر كامل لا أقترب فيه لسحب الديباكين حتى تستقر الحالة
وأراجع الطبيب فى موضوع الدواء الجديد وأعاود السحب مرة آخرى.
7- وبالطبع يفضل أن يكون السحب تحت إشراف الطبيب
المعالج، لكى أعود إليه دائمًا فى حال حدوث مشاكل لا قدر الله.
وفى حال إصرار الطبيب المعالج على الديباكين، فهذا سيكون
قرارك عزيرى ولى الآمر وما تراه فى صالح صحة وحياة ابنك العزيز.
والطبيب كان قديمًا يسمى الحكيم، الذى يحّكم الخبرة
العملية أمام مصلحة المريض ويختار ما فيه الخير للمريض بأقل درجة من الضرر أو
الأعراض الجانبية، وطالما هناك بدائل متاحة يحق للمريض أن يستبدل هذا العقار بغيره
من العقاقير المستحدثه الآمنة.
ومن الأمور العجيبة التى تصلنى يوميًا بخصوص سحب
الديباكين، قد يسألنى البعض مثلاً وتقول لقد تم كتابة الديباكين لنا والطفل كان
عمره أشهر واستمر معنا لمدة ست وسبع سنين! والتحسن ضعيف أو الأعراض الذهنية بشعة.
طيب يا سيدي الفاضل ويا سيدتي الفاضلة لماذا أنتم ساكتين؟ وموافقين؟ وصامتين؟ لماذا لا تغيرون؟ يعني أنا أتعجب! أولادكم يكتب لهم أدوية خطيرة من عمر أشهر منذ نعومة أظفارهم.
وتستمر والتحسن بطيء أو لا يوجد تحسن ملموس والطبيب مُصر على استمرار نفس الدواء. فلماذا
توافقون؟ أين إرادتكم؟ أين عقلكم وتفكيركم؟
أيضًا لقد طرحت لكم بعض البدائل وبالرغم من ذلك أرى من يقول لى ويسألنى أين البديل؟ من
الصعب أن أعمل طبيباً لكل فرد فيكم لن أجد الصحة والوقت والاتاحة لذلك، بل أننى أقدم
رؤية عامة لاستثارة الوعى.
البعض الآخر يقول لى أن الطبيب المعالج قال أوقفوا الديباكين مرة واحدة ! رغم أننى أكدت على سحبه ببطء شديد حتى لا تحدث نوبات صرعية، إن الطبيب الذى يطلب من ولى الآمر إيقاف الديباكين مرة واحدة.
هو إما جاهل وليس له أى خبرة ودراية بالمخ والأعصاب
والعقاقير المضادة للصرع أو إنه مُغرض ويريد أن ينتكس الطفل، فهذه العقاقير لا يتم
إيقافها مرة واحدة وخاصة بعد الفترات الطويلة من الاستخدام.
وفى
النهاية أكد مرة آخرى التالى:
-
الديباكين لا يعطى للطفل فى سن صغير.
-
عندما نقوم بسحب الديباكين يتم سحبه بالتدريج البطئ.
-
لابد أن يكون السحب تحت اشراف الطبيب.
-
لابد أن يسبق السحب إدخال دواء بديل ومادة ملطفة ومضاد للأكسدة.
وفى النهاية أعتقد أننى وضحت الموضوع أكثر من مرة وبطريقة بسيطة، فاللهم إنى قد بلغت، اللهم فاشهد.