اضطرابات التواصل لدى الأطفال
إن اضطرابات التواصل، أو اضطرابات اللغة والكلام، تمثل ثاني أكثر الإضطرابات شيوعًا في المدارس بعد صعوبات التعلم؛ لذا من المهم للمعلم أن يكون علي وعي بطبيعة هذه الاضطرابات وتأثيرها وكيفية التعامل معها، وهذا ما سوف نناقشه فى هذا المقال.
اضطرابات التواصل |
مفهوم اضطرابات التواصل
هي مشكلة في القدرة على استقبال وإرسال ومعالجة وفهم المفاهيم أو نظم العلامات اللفظية وغير اللفظية والرسومية.
وقد تكون هذه الاضطرابات خلْقية أو مكتسبة وتتراوح شدتها من خفيفة إلى شديدة. وقد تكون ناجمة عن الأمراض والحالات المرضية.
وقد تصاحب إعاقات أخرى لدى التلميذ مثل الإعاقات الذهنية، مشكلات السمع، الإعاقات الجسمانية.
غير أن كثيرًا من التلاميذ ذوي اضطرابات التواصل لا يعانون إعاقات اخرى ويتمتعون بنفس القدرات المعرفية والحسية والجسمانية التي لدى أقرانهم.
يُعد التلميذ ذا اضطراب في اللغة والكلام إذا اختلفت قدرته علي التواصل عن أقرانه بصورة ملحوظة أو بحيث يؤثر هذا علي نموه العاطفي أو الاجتماعي أو الذهني أو التعليمي.
وحتى نفهم اضطرابات التواصل يجب اولاً أن نلقي نظرة على عملية التواصل.
التواصل
القدرة على التواصل مهارة يسلم بها معظمنا دون تفكير. فنحن نتبادل المعلومات والآراء والتعبير عن المشاعر بالتحدث والاستماع والقراءة والكتابة بصورة يومية.
ولا نشعر بمدى أهمية عملية التواصل وتعقيدها حتى يصيبها عطب.
ويتواصل البشر بطرائق عديدة لفظية وغير لفظية، ويمكن أن تشمل أدوات التواصل تعبيرات الوجه وحركات الجسم وإشارات اليدين وحتى الفن والموسيقي. غير أننا سنركز هنا على اللغة والكلام وحسب.
اللغة
يمكن تعريف اللغة باعتبارها نظامًا أو شفرة تستخدمها مجموعة من الناس لإعطاء معنى للأصوات أو الإيماءات أو الرموز الأخري وتمكّن هؤلاء الناس من التواصل. وتتحكم القواعد في النظام اللغوي.
لذلك يتعين علي مستخدمي أي نظام لغوي تعلُّم قواعده حتي يتمكنوا من التواصل الفعال. وهناك لغة التعبير التي تصيغ معلومات ورسائل وترسلها للآخرين، ويقابلها لغة الاستقبال التي تستقبل هذه المعلومات والرسائل وتفسيرها.
وقبل التحدث عن اضطرابات اللغة، من المهم أن نفهم مكونات اللغة السليمة من ناحية الشكل (الصوتيات، الصرف، النحو)، والمعني (الدلالة)، والاستخدام (التداول).
والصوتيات تتناول النظام الصوتي لِلغة ما والقواعد التي تحكم أصوات هذه اللغة، فليست كل اللغات تستخدم نفس النظام الصوتي.
وبعض الأصوات التي تَرِد في لغة الحديث الإنجليزية لا توجد في لغات أخرى، وبعض التي ترد في غيرها من اللغات لا ترد في الإنجليزية.
وهذه الاختلافات هي التي تجعل تعلم الحديث بلغة أجنبية أمراً شاقاً لبعض التلاميذ.
ويشير الصرف إلي علاقات تركيب الكلمات، مثل الإفراد والجمع تصريفات الأفعال في الأزمنة المختلفة. ويغطي النحو تركيب الجمل وترتيب الكلمات.
وعلم الدلالة يعالج معاني الكلمات والجمل وفحوى العبارات التي نستخدمها، وقد تحمل كلمة أو عبارة أكثر من معني.
وعلم التداول يدرس طريقة استخدام اللغة وليس بنيتها، ويهتم بالسياق والمستمع والموقف الذي تُستخدم فيه اللغة.
الكلام
والحديث الشفوي الذي يعتمد على إخراج الأصوات اللغوية وفهمها. ويتواصل الكلام بعدة عمليات تختص بالتنفس وتذبذب أو سكون الحبال الصوتية التي توجد في الحنجرة أعلى القصبة الهوائية، وينتج عن هذا إخراج أصوات الكلام.
ويقوم اللسان والأسنان والشفاه وسقف الحنك بتشكيل الصوت بالصورة النهائية.
وتحتاج عملية النطق إلي تنسيق دقيق بين كل تكوينات وعضلات الجهاز التنفسي، والحنجرة، وتجويف الفم، والوجه.
تؤدي إصابة أى من هذه الأجزاء مثلاً(سرطان الرئة، التهاب الحنجرة، انشقاق سقف الحنك) أو تلف جزء من الجهاز العصبي الذي يتحكم في هذه الأجزاء.
مثلا (الشلل الدماغي، إصابة في المخ ناجمة عن صدمة) إلي تأثير شديد على نطق الأصوات.
وقد لا يستطيع أبدًا بعض التلاميذ الذين يعانون إعاقة شديدة من نطق أصوات كلام واضحة أو يمكن فهمها؛ لذلك يتعين اللجوء إلي نظام بديل للغة التعبير مثل لغة الإشارة.
اقرأ أيضًا: علاج اللدغات للصغار والكبار من هنا
تقييم اضطرابات التواصل
تقوم بعض الأنظمة التعليمية بفحص التلاميذ بحثًا عن اضطراب التواصل قبل إلحاقهم بالمدارس ويقوم البعض الآخر بالفحص عند سنوات دراسية معينة.
عادة في المرحلة الأولية. ويقوم بالفحص مختص أمراض اللغة والتخاطب مستخدمًا اختبارات رسمية وغير رسمية.
ويُحال التلاميذ الذين يفشلون في هذه الاختبارات إلي حيث يجري لهم تقييم شامل للقدرات الكلامية واللغوية. وتنجح هذه الاختبارات في التعرف على الاضطرابات الشديدة ولكنها قد لا تتعرف على المشكلات الكلامية واللغوية الخفيفة.
فربما يعاني بعض التلاميذ من اضطرابات تواصل مرهفة (صعوبة استخدام اللغة المناسبة للحال) أو متغيرة (تغيرات مؤقتة في الصوت).
ولا يمكن لغير معلم الفصل ملاحظة هذه الاضطرابات علي المدي الطويل. لذلك يعتمد عليه مختص اللغة والتخاطب في إحالة هؤلاء التلاميذ إليه.
وفي بعض الأنظمة التعليمية تم إلغاء عمليات الفحص الشاملة لكل تلاميذ المدرسة في مجال اضطرابات التواصل وأصبحت مهمة إحالة التلاميذ الذين يعانون مثل هذه المشكلات موكلة إلى المعلم والوالدين.
ويمكن لمختص أمراض اللغة والتخاطب أن يزود المعلم والوالدين بقائمة الكشف عن مهارات التواصل تساعدهم فى التعرف على احتمالات وجود مشكلات في هذا الصدد.
اضطرابات التواصل الشائعة
يمكن تقسيم اضطرابات التواصل إلى:
1- اضطرابات الكلام (مشكلات في نطق لغة الحديث)
2- اضطرابات لغة (مشكلات في فهم أو استخدام لغة الكلام أو الكتابة)
ولا يحدث دائمًا أن يكون النوعان منفصلين، فبعض التلاميذ يعانون اضطرابات الكلام واللغة معًا.
اضطرابات الكلام
مشكلة في نطق أصوات الكلام، أو في الصوت، أو في الطلاقة ومن بين هذه، تعد مشكلات نطق أصوات الكلام الأكثر شيوعًا، فالقدرة على نطق أصوات اللغة تعتمد على عوامل كثيرة منها سن التلميذ وقدراته الجسمانية.
ويعتمد نطق الأصوات على درجة النمو حيث يمكن الطفل نطق بعض الأصوات في مرحلة مبكرة وأصوات أخرى في مرحلة تالية.
فمثلاً من المتوقع أن يستطيع طفل في الرابعة من عمره نطق اصوات مثل z,p,n,m, ولكنه يجد صعوبة في نطق th و r وعند سن الخامسة يستطيع معظم الأطفال النطق السليم لكل أصوات اللغة.
وقد تحدث عيوب النطق عندما يكون لدى التلميذ تشوهات في أعضاء النطق مثل نقصان أسنان أو انشقاق سقف الحنك.
كما قد تحدث أيضا إذا كان هناك تلف في بعض أجزاء المخ أو ألياف العصب الذي يتحكم في أعضاء النطق مثل الشلل الدماغي أو إصابة في المخ ناجمة عن صدمة.
وتحدث عيوب النطق، أيضًا دون وجود سبب جسماني إذ قد تكون ناتجة عن عدم التعرض الكافي للغة حتى يتعلمها الطفل ويستخدمها، أو قد تحدث دون سبب معروف.
اضطرابات الصوت
تتصل اضطرابات الصوت بسمات مثل طبقة الصوت، وارتفاعه، والرنين، والمدة، وجودة الصوت.
فقد يلاحظ المعلمون أن صوت أحد التلاميذ عالي الطبقة أو منخفضه بأكثر مما ينبغي، وقد يرون أنه منخفض أو مرتفع أكثر من المعتاد، أو أنه مبحوح أو يصحبه صوت تنفس.
فإذا كانت هذه السمات مختلفة بصورة واضحة عن المعتاد مع اعتبار سن التلميذ وجنسه وإذا كانت ضارة بالحنجرة أو تعوق التواصل، فإنها تُعتبر حالة اضطراب صوت.
وبعض اضطرابات الصوت مؤقتة مثل البُحَّة التي تصاحب التهاب الحنجرة أو غياب الرنين الأنفي بسبب الزكام.
غير أن الاضطرابات الدائمة قد تحدث نتيجة مشكلات طبية، مثل زوائد علي الحبال الصوتية، أو تلف عصبي يؤدي إلي شلل الحبال الصوتية.
أو سقف الحنك المشقوق وتحدث حالات كثيرة جداً من اضطرابات الصوت بسبب إساءة استخدام الصوت.
فقد يعتاد بعض التلاميذ التحدث بصوت عالٍ والصياح كثيرًا في المدرسة، خاصة في أوقات الفراغ والنشاطات، ويمكن أن يُسفر ذلك عن نمو زوائد علي الحبال الصوتية في الحنجرة، مما ينتج عنه بُحَّة مزمنة في الصوت.
اضطرابات الطلاقة
هي الفئة الثالثة من اضطرابات الكلام. في بعض نتعرض جميعاً إلى العَيّ، فتتعثر الكلمات على ألسنتنا، ونتوقف في منتصف جملة، ونكرر جملة أو عبارة، ونلجأ إلي حشو الفراغ بأصوات لا معنى لها.
ومن الطبيعي أيضاً أن يحل هذا العسر بحديث الأطفال الصغار في بداية تعلمهم للغة.
ولكن حين يحدث هذا كثيراً بحيث يلفت أنظار الأخرين أو يتعذر معه التواصل، نقول إن هذه حالة اضطراب في طلاقة الحديث.
ويمكن تعريف اضطراب الطلاقة بأنه انقطاع في تدفق الحديث وتكرار واختلاف غير معتاد في سرعة الحديث وإيقاعه. وقد يصحب هذا توتر شديد وجهد ظاهر في محاولة الحديث.
واللجلجة أكثر هذه الاضطرابات شيوعًا، حيث يكرر التلميذ كلمة كاملة أو جزءاً منها أو يمط أحد الأصوات، وقد يبدو وكأن الأصوات التصقت بفمه ولا يستطيع إخراجها.
وقد يصحب حديثه علامات نضال الكلمات من إيماءات اليد وتشنج عضلات الوجه وحول العينين.
وعادة يحدث تعثر الكلام الشاذ لمن يُصاب باللجلجة بين عمري سنتين وخمس سنوات. وربما يُشفي بعض الصغار من تلقاء أنفسهم.
ولكن يظل الكثيرون في حاجة إلي مساعدة مختص أمراض اللغة والتخاطب حتى يحققوا سلاسة الكلام.
ولا يتمكن بعض الناس من تحقيق هذا أبداً على الرغم من محاولات المساعدة أو العلاج.
تشمل اضطرابات اللغة غياب اللغة وتأخر تعلمها وتشوهات في نموها ومشكلات اللغة التي تظهر بعد أن يكون الطفل قد اكتسبها.
واضطراب اللغة مشكلة تصيب القدرة علي فهم أو استخدام لغة الحديث والكتابة أو كليهما. وقد يؤثر هذا علي الجانب الشكلي للغة (الصوتيات، والصرف، والنحو) أو جانب المعنى الدلالة او وظائف اللغة التداول أو أكثر من جانب.
وقد يكون اضطراب اللغة غياب اللغة لدى بعض التلاميذ مرتبطاً بإعاقات أخري مثل الإعاقات الذهنية، أو إعاقات التعلم،أو مشكلات السمع، أو الذاتوية، أو الإعاقات النفسية.
كما تحدث بعض حالات اضطراب اللغة بعد نمو اللغة لدى الطفل، وذلك بسبب إصابة في الرأس أو ورم أو حالة مرضية شديدة.
وينشأ اضطراب اللغة أحيانًا بسبب عدم التعرض الكافي للغة حتى يتمكن الطفل من تعلمها، أو قد لا نتمكن أبدًا من معرفة السبب.
أيًا كان السبب، تترك اضطرابات اللغة أثرًا عميقًا علي الأداء الدراسي والمهارات الاجتماعية للتلاميذ، فاللغة هي الوسيلة الأساسية للتعلم والتفاعل الاجتماعي في المدرسة.
والتلاميذ الذين يعانون اضطرابات لغوية قد يتعسر عليهم متابعة الدروس وفهمها وقراءة كتبهم وفهمها والاستفسار والمشاركة في المحادثات.
ويظهر في أي دفتر لتسجيل الحالات في المدارس لمختص أمراض اللغة والتخاطب أن ٦٠% من الحالات التي يتم الكشف عليها تعاني اضطرابات اللغة.
وتعد فئات معينة من الأطفال في سن المدرسة معرضة أكثر من غيرها للإصابة باضطرابات اللغة، وتتضمن هذه الفئات التالية:
أ- التلاميذ الذين تأخر نموهم اللغوي في سن ما قبل المدرسة.
ب- التلاميذ الذين يعانون إعاقات في التعلم أو القراءة أو كليهما.
ج- التلاميذ المتأخرون دراسيًا أو الذين لا يحرزون تقدمًا أو الذين لا يتلقون خدمات تعليمية خاصة.
ويجب علي معلم الفصل أن ينتبه جيدًا لأية علامات دالة علي احتمالات وجود اضطرابات اللغة لدى مثل هؤلاء التلاميذ.
اللهجات وعلاقتها باضطرابات التواصل
في كل بلاد العالم لهجات كثيرة تشكلت بسبب اختلاف الامتداد الجغرافي وتوزيع الأجناس البشرية والأعراق المختلفة.
وتختلف هذه اللهجات في نماذج الكلام واستخدام اللغة وفق المنطقة الجغرافية أو الطبقة الاجتماعية أو المجموعة العرقية/الثقافية.
وقد تؤثر اختلافات اللهجة علي أي جانب من جوانب الكلام واللغة، ويشمل هذا المفردات والنطق وترتيب الكلمات وتركيب الجملة واستخدام الضمائر وحتى نغمة الكلام وإيقاعه.
وتُعد هذه الاختلافات اللغوية تنويعات لغوية وهي ليست اضطرابات لغوية.
والتلاميذ الذين يتحدثون بلهجة مختلفة لا يحظون عادة برعاية مباشرة من إخصائى أمراض اللغة والتخاطب، إلا أن بعض المختصين يرون أن هؤلاء أيضًا يحتاجون لخدمة تعليمية خاصة.
حتى يمكنهم التواصل الجيد ضمن الثقافة الغالبة، فإذا لم يحصلون علي هذه الخدمة فإنهم سيُحرمون من فرص التعليم والعمل المتكافئة.
ويرى المختصون أن هؤلاء يجب أن يُسمح لهم بالاحتفاظ بلهجتهم الخاصة الدالة علي هويتهم العِرقية أو الإقليمية بما أنها جزء مهم من ثقافتهم.
إلا أنه يجب أيضًا أن يتعلموا اللغة السائدة القياسية حتى يتمتعوا بفرص متكافئة في التعليم والعمل والجوانب الاقتصادية والاجتماعية الأخرى.
وهناك حاجة أيضًا إلي استخدام نظم تواصل بديلة أو تعزيزية، فقد لا يستطيع بعض التلاميذ التواصل باستخدام الكلام بسبب عجز جسماني، ويكون البديل لغة الإشارة أو الإيماءات أو لوحات الاتصال أو الأجهزة الإلكترونية.
علاج اضطرابات التواصل
يستفيد معظم التلاميذ الذين يعانون مشكلات في الكلام أو اللغة أو كليهما مما يقدمه مختص أمراض اللغة والتخاطب من علاج أو خدمات خاصة.
وتختلف الأهداف المحددة وأساليب العلاج حسب عمر التلميذ ونوع الاضطراب وشدته. فقد يركز التدخل العلاجي على تحسين النطق أو على العلاقة او تغيير سمات الصوت أو تحسين استخدام اللغة وفهمها.
وربما يعمل مختص أمراض اللغة والتخاطب على علاج مجموعة صغيرة من التلاميذ في الفصل أو في حجرة منفصلة للعلاج في المدرسة.
ويتم إدماج معظم التلاميذ الذين يعانون مشكلات التواصل في الفصول العامة، فالكثيرون منهم قادرون علي المشاركة الكاملة في النشاطات التعليمية دون أية تعديلات.
وبعضهم قد يحتاج إلى بعض التعديلات لضمان أكبر قدر من التعلم والمشاركة، وفي هذا الصدد يمكن تطبيق خمسة من التعديلات المقترحة للتلاميذ ذوي الإعاقات الحسية (مشكلات السمع والإبصار)، وهي:
- استخدام أجهزة مساعدة
- الاستعانة بشخص
- تغييرات في المتطلب من استجابة التلميذ
- تغييرات في أسلوب التدريس
- تغير النشاطات أو المناهج أو كليهما
وكما ذكرنا مسبقًا، قد لا يستطيع بعض التلاميذ ذوي اضطرابات التواصل، وخاصة من يعانون عللاً جسمانية، التواصل بلغة الحديث.
ولذا فهم يحتاجون إلي استخدام لوحات الاتصال، أو أجهزة إلكترونية، أو غيرها من الأجهزة المساعدة على التواصل.
ويتيح العمل ضمن فريق من الأقران للتلاميذ ذوي اضطرابات التواصل فرصة للتدريب على مهارات الكلام والاستماع.
بالاقتداء بالقرين يُمكن التلميذ من النطق الصحيح، كما أن الحديث ضمن مجموعة صغيرة قد يكون باعثًا أكثر علي الثقة بالنفس للتلميذ الخجول.
وقد يستفيد التلاميذ الذين يعانون ضعفاً في لغة الاستقبال من وجود "صديق يستمع" أي أحد زملاء الطالب يعاونه في التعامل مع التعليمات الشفهية.
وربما تكون هناك حاجة إلي تعديل المتطلب من استجابة التلميذ، فإذا كان التلميذ يستخدم جهازاً معززًا لقدرته على الاتصال فقد يحتاج إلي وقت أطول للإجابة عن سؤال ما.
كما يحتاج التلاميذ الذين يشكون من عيوب في قدرات الفهم والتعبير اللغويين إلي مزيد من الوقت لتخليل الأسئلة وتكوين الإجابات.
وقد لا يشعر من يعاني من اللجلجة بالراحة للحديث في الفصل أو يحتاج لوقت أكثر ليعبر عن نفسه شفهيًا.
ولكن لا يحتاج من يعانون اضطرابات لغوية إلي أن يقوم المعلمون بإجراء تعديلات كثيرة في أسلوب التدريس، غير أنه يتعين أن يتأكد المعلمون أن مستوى اللغة التي يستخدمونها ليس عسيرًا على هؤلاء.
وتمثل الدراسة في الفصول العامة فرصة طبيعية للاتصال وتطبيق المهارات التي يستهدفها علاج مشكلات اللغة.
وعلى المعلمين أن يقدموا النموذج السليم للغة والكلام ليقتدي به التلاميذ وليشجعوهم على تعلم مهارات الاتصال والتدرب على استخدامها.
فعلل الكلام واللغة قد تصبح عائقًا يسد طريق التفاعل الاجتماعي وتأتي بأثر سلبي على تقدير التلميذ لنفسه.
وعلى المعلم أن يعمل على نشر روح إيجابية في الفصل تشجع على التواصل وتيسيره فإذا أعلي المعلم من قيم السرعة والتنافس.
قد يحل التوتر بالتلاميذ الذين يعانون اضطرابات التواصل فيُحجمون عن المشاركة ويستفيد جميع التلاميذ، بمن فيهم ذوي العلل الكلامية واللغوية.
من نشاطات المجموعات الصغيرة، ومناقشات المجموعات الكبيرة، والتعبير الشفوي، والاستماع الذكي، وتمثيل الأدوار.
وقد تنشأ ضرورة لتعديل النشاطات أو المناهج أو كليهما بالنسبة لبعض التلاميذ. فإذا كان بعض التلاميذ يعانون ضعف مهاراتهم اللغوية، يمكن للمعلم أن يغير مستوى اللغة المستخدمة في النشاطات وتعيين الواجبات حتى يضمن مشاركة الجميع.
وعادة يتدخل أيضًا مختص أمراض اللغة والتخاطب بإضافة الخدمات المناسبة للمنهج الذي يدرسه أصحاب اضطرابات التواصل.
وقد يطلب هذا المختص مراقبة أداء هؤلاء التلاميذ حتى يُقيّم فاعلية الخدمات المقدمة بدقة أكثر.
وهكذا يلعب كل من معلم الفصل ومختص أمراض اللغة والتخاطب دوراً في تنمية مهارات التواصل (اللغة الشفهية، المفردات، القراءة، الكتابة …)
ويستفيد ذوو اضطرابات الكلام واللغة من الأهداف المشتركة التي يحددها المعلم والمختص ومن برامج العلاج التي يتعاون الاثنان علي تنفيذها.
فهؤلاء التلاميذ لا يستفيدون من خدمات العلاج المباشر وحدها، بل يحتاجون أيضاً إلي الخدمات المشتركة وليدة تضافر الجهود.
والأن أصبح مختصو أمراض اللغة والتخاطب يقضون المزيد من الوقت في الفصل يعملون مع المعلمين في تصميم وأداء الدروس التي تُنمي وتُحسن المهارات الكلامية واللغوية لدى كل التلاميذ.
خاتمة:
كان هذا عرضًا وافيًا لإضطرابات التواصل هذا الاضطراب الذى يهدد الكثير من أطفال المدارس، وفى النهاية نتمنى أن تتكاتف كل الجهود معاً كى نواجه هذا الخطر الذى يهدد تقدم الطفل فى المجالات المختلفة.