كل ما يخص الاعاقة الحركية
الإعاقة الحركية من أكثر الإعاقات انتشارًا حول العالم، وهي اضطراب يؤثر على القدرة الحركية للشخص. يمكن أن يكون سببها مجموعة متنوعة من العوامل، ويمكن أن تؤثر الإعاقة الحركية على أي جزء من الجسم، وتتراوح من الخفيفة إلى الشديدة.
في هذا المقال، سنناقش الأنواع المختلفة للإعاقة الحركية والأسباب التى قد تؤدى إليها وكذلك كيفية حساب نسبة الإعاقة الحركية. سنناقش أيضًا التحديات التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة الحركية، وكيفية التغلب عليها وغيرها من الأمور.
ما هي الإعاقة الحركية
قبل أن نعرف الإعاقة الحركية يجب أن نتذكر تكوين الجهاز الحركي، فهو يتكون أساسًا من المخ والنخاع الشوكي والأعصاب والعضلات والمفاصل.
وعندما يتأثر هذا الجهاز الحركي بمرض أو إصابة شديدة في أي من أعضائه أو أجزائه قد يفقد القدرة على أداء وظائفه.
وهذا ما نسميه خللاً في الوظيفة أو في التركيب، فمن أمثلة الخلل الوظيفـي ضـعف قوة العضلات، ومن أمثلة الخلـل فـي التركيب حدوث بتـر فـي الأعضاء.
وعندما يكون هذا الخلل شديدًا فإن الإنسان قد يجد صعوبة في أداء بعض الوظائف الحركية التي يؤديها الجسم السليم، هذه الصعوبة في الحركة هي الإعاقة الحركية، ومن أهم الوظائف الحركية التي تتأثر بهذه الصعوبة:
- التنقل من وضع إلى آخر ومكان إلى آخر مثل النهوض والمشى.
- الاحتفاظ بوضع معين والاتزان فيه مثل الجلوس والوقوف.
- اللعب باستخدام اليدين أو الساقين.
- التعلم باستكشاف الأشياء أو بالكتابة.
- العمل الذي يعتمد على استخدام اليدين.
- التواصل بالكتابة أو بالكلام الذي يعتمد على اللسان والشفاه وغيرها من الأجزاء المتحركة من جهاز الكلام.
ولذا يمكن تعريف الإعاقة الحركية كالتالى:
الإعاقة الحركية هي حالة تؤثر على الحركة والقدرة على التنقل لدى الفرد. يعاني الأشخاص ذوو الإعاقة الحركية من صعوبات في التحكم في الحركة العضلية والتنسيق بين العضلات والأطراف.
يمكن أن تكون هذه الصعوبات نتيجة لأمور مختلفة مثل الأضرار في الجهاز العصبي المركزي، أمراض العضلات، أمراض المفاصل، أو إصابات في الحبل الشوكي.
الإعاقة الحركية بالانجليزي
ترجمة مصطلح الإعاقة الحركية إلى الإنجليزية:
Motor disability
Mobility disability
Physical disability
يمكن أن تُستخدم هذه المصطلحات جميعها للإشارة إلى أي اضطراب يؤثر على القدرة الحركية للشخص
هل الاعاقة الحركية وراثية
نعم، يمكن أن تكون الإعاقة الحركية وراثية في بعض الحالات. هناك بعض الأمراض الوراثية التي يمكن أن تتسبب في الإعاقة الحركية نتيجة لتغيرات في الجينات. تنتقل هذه التغيرات الوراثية من الأجيال إلى الأجيال وقد تتراوح حدتها وتأثيرها.
على سبيل المثال، يعتبر مرض الضمور العضلي الناجم عن ضعف العضلات الشوكي الوراثي (SMA) من الأمثلة على الإعاقة الحركية الوراثية. يحدث هذا المرض نتيجة وجود تغيرات في جين SMN1 و SMN2.
كما أن هناك أشكال أخرى للإعاقة الحركية الوراثية مثل التشوهات العصبية الوراثية واضطرابات الحركة الوراثية مثل متلازمة الشلل الرعاشي الوراثي ومتلازمة دوشين الوراثية.
ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن الإعاقة الحركية ليست بالضرورة وراثية في جميع الحالات. قد تكون الإعاقة الحركية ناتجة عن عوامل أخرى غير وراثية مثل الإصابات الحادة أو الأمراض العصبية المكتسبة أو العوامل البيئية المؤثرة على التنمية الحركية.
أسباب الإعاقة الحركية
قد تحدث الإعاقة الحركية لعدة أسباب، ومن بينها:
أسباب خلقية
قد يكون هناك خلل في التكوين الجنيني أو تشوهات في الجهاز العصبي المركزي أو العمود الفقري أثناء فترة الحمل. قد تكون هذه الخللات وراثية أو ناجمة عن عوامل بيئية.
الأمراض والإصابات
بعض الأمراض والحوادث يمكن أن تتسبب في الإعاقة الحركية. على سبيل المثال، التهاب الدماغ، التصلب الجانبي الضموري، التصلب المتعدد، الشلل الدماغي، الشلل الدماغي الأطفالي، الشلل الدماغي الانتكاسي، إصابات الحبل الشوكي، الشلل الرباعي الشائع، الشلل الدماغي العضلي، والشلل الثانوي.
الأمراض العصبية
بعض الأمراض العصبية مثل التصلب الجانبي الضموري مرض لو غيريغ والتصلب المتعدد يمكن أن تتسبب في تلف الأعصاب وتقييد الحركة.
الأمراض العضلية
بعض الأمراض العضلية المزمنة مثل تليف العضلات والضمور العضلي يمكن أن تؤثر على القوة العضلية والحركة.
الحوادث والإصابات
الحوادث المؤلمة، مثل حوادث السيارات أو السقوط الشديد، قد تسبب إصابات في الجهاز العصبي أو العمود الفقري وتؤدي إلى الإعاقة الحركية.
الأمراض الوراثية
بعض الاضطرابات الوراثية يمكن أن تؤثر على الحركة والتنسيق الحركي، مثل متلازمة داون ومتلازمة أنجلمان ومتلازمة ريت والتوحد.
قد تكون هناك أسباب أخرى للإعاقة الحركية وفقًا لحالة كل فرد. ينصح بالتشاور مع خبراء طبيين متخصصين لتشخيص وفهم الأسباب المحتملة للإعاقة الحركية لكل حالة على حدة.
كيف يتم تشخيص الاعاقة الحركية؟
تشخيص الإعاقة الحركية يتطلب تقييمًا شاملاً من قبل فريق طبي مختص. يتضمن عملية التشخيص العديد من الخطوات والاختبارات التي تساعد في تحديد نوع الإعاقة ومدى تأثيرها على الحركة والتنقل. قد تشمل الخطوات التالية:
التاريخ الطبي والمقابلة
يتم جمع معلومات مفصلة حول التاريخ الصحي للشخص وتاريخ الظهور وتطور الأعراض. يتم أيضًا إجراء مقابلة مع الشخص نفسه أو مع أفراد الأسرة لفهم أفضل للتحديات والصعوبات التي يواجهونها.
الفحص البدني
يتم إجراء فحص بدني شامل لتقييم الحركة والتوازن والتنسيق العضلي والعضلات والحساسية وأي علامات دالة على الإعاقة الحركية.
الاختبارات التشخيصية
يمكن أن تشمل الاختبارات التشخيصية تقنيات مختلفة مثل الصور الشعاعية، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والتحاليل المخبرية، واختبارات الوظائف الحركية المتخصصة لتقييم قدرة الشخص على الحركة والتوازن والتنسيق وأي تغيرات في الجهاز العصبي.
استشارات متخصصة
قد يكون من الضروري استشارة أطباء تخصصات مختلفة مثل طب الأعصاب، وطب العظام، وطب الأطفال، وعلاج العلاج الطبيعي أو العلاج الوظيفي للحصول على تقييمات متخصصة وتوجيهات العلاج المناسب.
بناءً على نتائج التقييم والاختبارات، يتم تحديد نوع الإعاقة الحركية وتحديد الخطة العلاجية المناسبة والتوجيهات المناسبة للرعاية والدعم. يجب أن يتم إجراء عملية التشخيص بواسطة فريق طبي متخصص لضمان الدقة والشمولية في التقييم.
كيفية حساب نسبة الإعاقة الحركية
حساب نسبة الإعاقة الحركية يتطلب تقييم شامل للحركة والقدرات الوظيفية للشخص المعاق. هناك عدة طرق ومقاييس يمكن استخدامها لحساب نسبة الإعاقة الحركية، وفيما يلي أحد الأساليب الشائعة:
نظام تصنيف الإعاقة الحركية الوطني (NMSS)
يستخدم في بعض البلدان لتصنيف الإعاقة الحركية وتحديد نسبة الإعاقة. يتضمن هذا النظام تقييم مجموعة معايير محددة مثل الحركة العامة والقوة العضلية والتوازن والتنسيق والقدرة على الأنشطة اليومية. يتم تحديد الدرجات وفقًا لنتائج التقييم، وتستخدم هذه الدرجات لحساب نسبة الإعاقة الحركية.
نظام تصنيف الإعاقة والقدرات الوظيفية (ICF)
يعتمد على النظام المقترح من قبل منظمة الصحة العالمية (WHO) ويستخدم لتصنيف الإعاقة وتحديد مدى التأثير على الحياة اليومية. يتضمن هذا النظام تقييم القدرة على الحركة والوظائف الحركية الأخرى مثل الاستقلالية في التنقل والتنظيم الحركي والأداء اليومي. يتم استخدام النتائج لتحديد نسبة الإعاقة الحركية.
نظام تصنيف الإعاقة العالمي (GCD)
يستخدم هذا النظام لتصنيف الإعاقة بشكل عام ويشمل تصنيفًا للإعاقة الحركية. يتم تقييم الحركة العامة والتوازن والتنسيق والأداء الحركي في مختلف المجالات الحياتية. يتم استخدام النتائج لتحديد درجة الإعاقة الحركية.
كيفية حساب نسبة الاعاقة الحركية فى القانون رقم 10 لسنة 2018
يتم حساب وتحديد درجة الإعاقة الحركية فى مصر من خلال المادة رقم (4) من اللائحة التنفيذية للقانون رقم 10 لسنة 2018 على النحو المبين فى هذا الملف
درجات الإعاقة الحركية
1- الإعاقة الحركية الخفيفة
يعاني الأشخاص الذين يعانون من الإعاقة الحركية الخفيفة من ضعف خفيف في العضلات أو صعوبة في المشي أو صعوبة في أداء المهام اليومية. يمكن أن يستمروا في القيام بمعظم الأنشطة التي يقوم بها الأشخاص العاديون، ولكن قد يحتاجون إلى بعض المساعدة.
2- الإعاقة الحركية المتوسطة
يعاني الأشخاص الذين يعانون من الإعاقة الحركية المتوسطة من ضعف أكثر وضوحًا في العضلات أو صعوبة أكبر في المشي أو صعوبة أكبر في أداء المهام اليومية. قد يحتاجون إلى استخدام أدوات مساعدة مثل الكراسي المتحركة أو العكازات.
3- الإعاقة الحركية الشديدة
يعاني الأشخاص الذين يعانون من الإعاقة الحركية الشديدة من الشلل أو فقدان القدرة على الحركة. قد يحتاجون إلى رعاية شخصية على مدار اليوم.
من المهم ملاحظة أن هذه مجرد درجات عامة للإعاقة الحركية. يمكن أن تختلف الأعراض من شخص لآخر، حتى بين الأشخاص الذين يعانون من نفس درجة الإعاقة الحركية.
أنواع الإعاقة الحركية
- الشلل الدماغي Cerebral palsy
- الصرع Epilepsy
- الاستسقاء الدماغي Hydrocephalus
- البتر Amputation
- الحثل العضلي Muscular dystrophy
- الوهن العضلي الوخيم Myasthenia Gravis
- العظام الهشة Osteogenesis imperfecta
- انحناءات العمود الفقري Curvatures
- العمود الفقري المفتوح Spina bifida
- الصلب Wryneck
- الحدب Kyphosis
- البزخ Lordosis
- الجنف Scoliosis
- إصابات النخاع الشوكي Spinal cord injuries
- التليف الكيسي Cystic fibrosis
- الهيموفيليا Hemophilia
- التهاب المفاصل الروماتيدي Rheumatoid arthritis
- شلل الأطفال Poliomyelitis
الإعاقة الحركية لدى الاطفال
كيف أعرف أن طفلي معاق الحركة
بعض العلامات التي يمكن أن تشير إلى إصابة الطفل بإعاقة حركية:
- إذا لاحظت أن الطفل لا يمكنه القيام بالحركات الأساسية في الأعمار المناسبة، مثل الجلوس، الزحف، المشي، فقد يشير ذلك إلى وجود إعاقة حركية.
- إذا كانت عضلات الطفل ضعيفة ويصعب عليه القيام بالحركات العادية، مثل حمل الأشياء أو الالتفاف، فقد يكون هناك احتمالية لإعاقة حركية.
- إذا كان الطفل يعاني من صعوبة في الحفاظ على التوازن ويسقط بسهولة أثناء المشي أو عند محاولة الوقوف، فقد يكون هذا علامة على اضطراب حركي.
- وجود صعوبة في استخدام الأيدي بشكل دقيق، مثل الإمساك بالأشياء بإحكام أو استخدام الأدوات الكتابية، فقد يشير ذلك إلى وجود إعاقة حركية.
- إذا لاحظت وجود تشنجات متكررة أو تقلصات عضلية لدى الطفل، فقد يكون هذا علامة على إعاقة حركية.
- إذا كان الطفل يعاني من صعوبة في الحركة العامة، مثل السير بشكل مستقيم أو القفز، فقد يدل ذلك على وجود إعاقة حركية.
يجب ملاحظة أن هذه العلامات قد تكون مجرد مؤشرات وليست دليلًا قاطعًا على وجود إعاقة حركية. إذا كنت قلقًا بشأن تطور الحركة لدى طفلك، فمن الأفضل استشارة طبيب الأطفال أو طبيب الأعصاب الخاص بالأطفال لتقييم الحالة وتوجيهك بشكل صحيح.
كيف نتعامل مع طفل معاق حركي
بعض النصائح والإرشادات لأمهات الأطفال ذوي الإعاقة الحركية:
حماية الطفل
يجب توفير بيئة آمنة للطفل وتقليل فرصة السقوط أو الاصطدام بالأشياء المحيطة. يمكن استخدام مخدات أو مراتب إسفنجية لتوفير تواجد ناعم للطفل وتجنب وضعه في مواقف غير مستقرة.
تحريك المفاصل والمفاصل
يجب تغيير وضعية الطفل بشكل منتظم طوال اليوم وتحريك مفاصله برفق عدة مرات في اليوم. هذا يساعد على منع تيبس المفاصل وتشوهها.
الاهتمام بالصحة العامة
يجب الاهتمام بالتغذية المناسبة والنظافة الشخصية للطفل. قد يكون من الصعب على الطفل القيام بهذه الأشياء بمفرده، لذا يحتاج إلى مساعدة ودعم إضافي.
تشجيع الحركة والتدريب
يجب تشجيع الطفل ومساعدته على تنمية مهاراته الحركية قدر الإمكان. يمكن تدريبه على القيام بالأنشطة المختلفة مثل التقلب والزحف والحبو والمشي والتسلق. كما يجب تشجيعه على ممارسة الأنشطة التي تنمي قدراته الحركية الدقيقة وتعزز التواصل مع الآخرين.
تسهيل المهام
يجب مساعدة الطفل في اكتشاف أسهل الطرق لأداء المهام المختلفة وتسهيل المهام الصعبة بالنسبة له. يمكن استخدام وسائل مساعدة مثل الأدوات المساعدة لتسهيل حركة الطفل وتمكينه من القيام بالمهام بشكل مستقل.
التواصل والتعلم
يجب تشجيع الطفل على التعلم والاكتشاف والتواصل مع الآخرين. يمكن توفير الفرص للتفاعل الاجتماعي وتعزيز المشاركة في الأنشطة التعليمية والترفيهية التي تساعد على تطوير مهاراته الحركية والاجتماعية.
تذكري عزيزتى الأم أن كل طفل فريد وقدراته واحتياجاته تختلف، لذا يفضل استشارة فريق طبي متخصص في تطوير الطفل في حالة الإعاقة الحركية، وسيكونون قادرين على تقديم الدعم والتوجيه اللازمين لك ولطفلك.
هل يمكن الشفاء من الإعاقة الحركية
لا يوجد علاج واحد للإعاقة الحركية، ولكن هناك العديد من العلاجات التي يمكن أن تساعد في تحسين الأعراض وتحسين نوعية الحياة. يمكن أن تشمل هذه العلاجات العلاج الطبيعي، والعلاج الوظيفي، والأدوية، والتدخلات الجراحية.
يعتمد الشفاء من الإعاقة الحركية على عدة عوامل، بما في ذلك نوع الإعاقة وسببها ومدى تأثيرها على الجهاز العصبي أو العضلات.
في حالات معينة، قد يكون هناك إمكانية للتحسن أو استعادة بعض الحركة والقدرة على التنقل. ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن بعض الإعاقات الحركية هي مستديمة وقد لا يكون هناك شفاء كامل.
في بعض الأحيان، يمكن تحقيق تحسن كبير من خلال العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي وتقنيات التأهيل الأخرى. هذه العلاجات تستهدف تعزيز القوة العضلية والتحكم الحركي وتعليم استراتيجيات التعامل مع الإعاقة وتسهيل التنقل والحياة اليومية.
هناك أيضًا تقنيات وتطورات طبية مستجدة يتم العمل عليها لتحسين الإعاقة الحركية، مثل التكنولوجيا التأهيلية المتقدمة والأجهزة المساعدة مثل الأطراف الاصطناعية والأجهزة الإلكترونية المساعدة.
مع ذلك، يجب أن نفهم أن الشفاء الكامل قد لا يكون ممكنًا في جميع الحالات، وقد يكون التركيز على تحسين الجودة المعيشية والتأقلم مع الإعاقة وزيادة الاستقلالية هو الهدف الأساسي للعلاج والرعاية.