سبق المسلمون الغرب في اختراع طريقة بريل البارزة للعميان
تعرف طريقة بريل للكتابة البارزة للعميان بأنها نظام كتابة يعتمد على رموز بارزة يمكن للمكفوفين قراءتها باستخدام الأصابع. ابتكر هذه الطريقة في القرن التاسع عشر العالم الفرنسي لويس برايل
لكن المسلمون سبقوه في اختراع نظام مشابه في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين.
كان زين الدين الآمدي الفقيه الوراق المسلم من بغداد، وقد ابتكر نظامًا للكتابة البارزة للمكفوفين في القرن السابع الهجري الثالث عشر الميلادي.
كان هذا النظام مشابهًا لطريقة بريل الحديثة، حيث استخدم رموزًا بارزة تمثل الحروف الأبجدية والأرقام والعلامات.
لم ينتشر نظام زين الدين الآمدي بنفس نجاح طريقة بريل، لكن اختراعه يُعد إنجازًا مهمًا في مجال التعليم للمكفوفين.
فهو يوضح أن المسلمين اهتموا باحتياجات هذه الفئة من المجتمع منذ قرون طويلة.
زين الدين الأمدى هو عالم عربي مسلم، ولد في مدينة آمد - تُعرف اليوم باسم ديار بكر- في تركيا، في القرن السابع الهجري الثالث عشر الميلادي.
كان كفيفًا منذ صغره، لكنه درس الفقه الحنبلي والعربية واللغات الأخرى، وأصبح من أبرز علماء زمانه.
الشيخ الإمام أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف بن خضر الآمدي العابري كان عالمًا، مهندسًا، فقيهًا، للكتب ولغويًا.
بالرغم من فقدانه بصره في صغره، إلا أنه لم يتوقف عن تعلم وتطوير نفسه. كان يعمل كتاجر للكتب وكان يستخدم طريقة فريدة لتحديد أسعار الكتب، حيث كان يضع ورقة تحمل حروفًا من الهجاء بجانب طرف جلد الكتاب ويثبتها بمادة لاصقة.
وعندما يرغب في معرفة سعر الكتاب، كان يلمس الحروف الورقية بيده. كانت هذه الطريقة توضح انشغاله باللغة وكذلك اهتمامه بتطوير طرق القراءة للعميان.
ومن الجدير بالذكر أن زين الدين الآمدي كان المبتكر الأول للحروف النافرة أو البارزة، التي تم استخدامها لقراءة العميان، والتي تُعرف الآن باسم طريقة برايل في الكتابة.
قدم زين الدين الآمدي هذه الفكرة قبل اختراع المهندس الفرنسي لويس برايل بنحو ستمائة عام. ولزين الدين الآمدي العديد من التصانيف في مجالات اللغة والفقه وغيرها من المواضيع.
توفي زين الدين الأمدي في بغداد في عام 712 هـ 1312 م.