التجديد التربوي وإصلاح التعليم
لم يعد التجديد التربوى مجرد ترف أو رفاهية تعليمية فحسب، بل أصبح ضرورة ملحة تفرضها وتقتضيها طبيعة العصر ومتغيراته السريعة والمتلاحقة، وتعدد حاجات مطالب التنمية فى المجتمع بما يسهم فى تشخيص ومعالجة مشكلات الحاضر، ويهئ المجتمع لما يتوقع أن يأتى به المستقبل.
كما لقيت الكتابات والبحوث عن التجديد التربوى بالمؤسسات التعليمية استخداما متزايدًا فى الكتابات التربوية وأصبح لها بريق يلفت الانتباه ويلقى الرعاية والاهتمام من قبل معظم دول العالم.
مفهوم التجديد التربوي
يرتبط تعريف التجديد التربوى -عادة- بمفاهيم متعددة يستخدمها التربويون استخدامات مختلفة؛ ومن هذه المصطلحات والمفاهيم : الإصلاح، التغيير، الإبتكار، الاختراع، التطوير، التحديث، الاستحداث... وغيرها الكثير.
التجديد التربوى كما يراه البعض هو تغيير جديد ومقصود ومحدد وأكثر فاعلية فى تحقيق أهداف الأنظمة التعليمية، فى حين يرى آخرون أنه ممارسة أو فكرة أو موضوع جديد، وقد يكون التجديد التربوى متمثلا فى تطوير أفكار وطرق جديدة فى التربية.
فهو يعنى بالبرامج الجديدة والتغيرات أو التعديلات فى عمليات التربية، والتى تختلف عن الممارسات القائمة، كما أنه يعنى بتنبنى وسائل وحلول غير تقليدية لإصلاح النظام التربوى، توسيعا لفرصة وتخفيضا لكلفته ورفعًا لكفاءته وزيادة فاعليته وملائمته للمجتمعات التى يوجد فيها.
خصائص التجديد التربوى وسماته
على الرغم من التباين فى التجديدات التربوية من حيث مدى انتشارها وشيوعها، أو المجالات التى تتناولها، ودرجة تقبل الناس لها، والوقت اللازم لحدوثها، إلا أن الباحثين يشيرون إلى وجود عدة سمات تتسم بها هذه التجديدات من أهمها:
- نسبية التجديدات التربوية.
- التجديدات التربوية لا تحدث بين عشية وضحاها.
- ارتباط التجديدات التربوية بالتغييرات فى النظام المجتمعى.
- صعوبة التجديدات التربوية وتعقيدها.
- حاجة التجديدات التربوية إلي الانتشار.
- قابلية التجديدات التربوية للتجريب.
مصادر التجديد التربوى
بالرغم من أن التجديدات التربوية معظمها واضح، إلا أن التعرف على مصدر هذه التجديدات ليس سهلا؛ فبعض التجديدات يمكن تحديد مصدرها، ولكن في الغالب لا يكون الأمر على نفس المنوال.
لدرجة أن أحد الباحثين يقول في هذا الشأن:
إننا لانكاد نعلم شيئا عن مصادر كثير من الأفكار الجديدة فى التربية وما إذا كانت هذه الأفكار قد خرجت من المدرسة أو من أجهزة آخرى خارج المدرسة.
وبوجه عام يمكن أن نشير إلى أبرز المصادر التى يمكن أن تستمد منها التجديدات التربوية ما يلى:
- البحوث التربوية.
- المعلمون والنظار والموجهون وغيرهم من الممارسين للعمل التربوى.
- الاتجاهات العالمية فى مجال التجديد التربوى (التربية المقارنة).
- المستحدثات والتجديدات فى مجالات آخرى كالمجال الاقتصادى وغيرها.
مجالات التجديد التربوى
إذا كان الباحثون والمربون قد اتفقوا على أن التجديد التربوى يمكن أن يشمل كل جوانب التربية، أهدافها، محتواها، طرائقها، القائمين عليها وغيرها، إلا أنهم اختلفوا حول تصنيف هذه المجالات وتلك الجوانب، بما يعكس الهدف من التصنيف ومداه، فالبعض يصنف تلك المجالات إلى:
- التجديد التربوى فى مجال البنى التربوية وتطويرها.
- التجدي فى محتوى التربية ومضمونها.
- التجديد فى مجال إعداد المعلم.
- تجديد الإدارة التربوية والتعليمية.
- التجديد فى مجال نشر التعليم وتحقيق المزيد من ديمقراطية التعليم.
- التجديد فى مجال التعليم الجامعى.
ويصنف البعض الآخر التجديد فى مجال الممارسات التربوية إلى:
- تجديدات تتعلق بالفصول الدراسية.
- تجديدات تتعلق باليوم المدرسي.
- تجديدات تتعلق بالسنة الدراسية.
- تجديدات متصلة بالتعليم اللامدرسي.
والواقع أنه على الرغم من تناول التصنيفات السابقة للكثير من جوانب التجديد التربوي، إلا أنها لم تتسم بالشمول؛ حيث لم تتناول بعض الجوانب المهمة فى عملية التربية، خاصة ما يتعلق بالفلسفة والأهداف، وانطلاقًا من ذلك يمكن تحديد التجديد التربوى فى النواحى التالية:
أولا: التجديد فى مجال الإطار الفلسفى الذى يقوم عليه النظام التربوى.
ثانيًا: التجديد فى مجال أهداف التعليم وغاياته.
ثالثًا: التجديد فى الممارسات التربوية (شكل المبنى المدرسى، تجهيزاته، اليوم المدرسى، العام الدراسى وغيرها).
رابعًا: التجديد فى أنماط التعليم وبنيته.
خامسًا: التجديد فى المناهج وطرق التدريس والتقويم.
سادسًا: التجديد فى مجال الإدارة التعليمية والمدرسية.
سابعًا: التجديد فى مجال إعداد المعلم وتدريبه أثناء الخدمة وتقويمه.
المصادر والمراجع:
كتاب تجديد التعليم الجامعى والعالى، صيغ وبدائل، شبل بدران و جمال الدهشان، الطبعة الأولى، 2008، عين للدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية.